الانهيار التركي يدفع إردوغان لأحضان الصين

  • 9/17/2020
  • 19:20
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى النقيض تماما، وعاد ليرتمي في أحضان الصين بعدما هاجمها طويلا واتهمها قبل سنوات بالإبادة الجماعية لأقلية الإيغور التي تعود إلى العرق التركي.وكشف تقرير لمجلة فورين بوليسي تناقضات إردوغان بشأن الصين، وقال إنه قبل عام 2016، اعتاد إردوغان على مهاجمة الصين، وأعلن بصراحة دعمه لأقلية الإيغور في الصين، لأنهم جزء من العرق التركي، وقال في عام 2009، عندما كان رئيسا للوزراء «الأحداث في الصين، ببساطة، إبادة جماعية».ووفقا للتقرير الذي نشرته (الحرة) لم تكن هذه مجرد تصريحات، فقد كانت تركيا ملاذا آمنا للإيغور الفارين من الاضطهاد منذ أن سيطر الحزب الشيوعي الصيني على شينجيانغ عام 1949، وتستضيف أنقرة أكبر عدد من الإيغور الفارين في العالم، ثم جاء التحول المفاجئ عام 2016، عندما ألقت تركيا القبض على عبدالقادر يابكان، وهو ناشط سياسي بارز من الإيغور يعيش في البلاد منذ عام 2001 وبدأت في تسليمه.تبادل المجرمينوقعت تركيا والصين في عام 2017 اتفاقية تسمح بتسليم المجرمين حتى لو كانت الجريمة المزعومة غير قانونية بين البلدين، ومنذ أوائل عام 2019، اعتقلت تركيا مئات الإيغوريين وأرسلتهم إلى مراكز الترحيل، وأصبحت تصريحات إردوغان رديئة من الناحية الدبلوماسية.وقالت فورين بوليسي إن التحول في سياسة إردوغان يرجع لأن نظامه والاقتصاد التركي في أزمة، وتعتمد أنقرة على بكين لإصلاح هذه الأمور، وهذا يتطلب الالتزام بنقاط محادثات بكين، حيث تفاقمت مشاكل الرئيس التركي في السنوات الماضية، وتضرر الاقتصاد التركي بشدة من جائحة فيروس كورونا، الذي دمر قطاعها الاقتصادي الأساسي السياحة، كما تتقلص الاحتياطات الأجنبية، ويتزايد العجز التجاري.دولة استبداديةوأكدت المجلة الأمريكية أن تركيا التي كانت ذات يوم نموذجا للديمقراطية والتنمية الاقتصادية في المنطقة، هي الآن دولة استبدادية، حيث تحتل تركيا الآن مرتبة ضمن العشرين الأدنى، أقرب إلى الصين من الدول المتقدمة التي كانت تطمح إليها في السابق، مما أدى إلى خروج الشركات والمستثمرين الغربيين من الاقتصاد التركي، لذلك توفر شهية الصين للتوسع في غرب آسيا وأوروبا شريان حياة لإردوغان، فقد توسع التعاون بشكل كبير منذ عام 2016، حيث وقع البلدان 10 اتفاقيات ثنائية تشمل الصحة والطاقة النووية، وتعد الصين الآن ثاني أكبر شريك استيراد لتركيا بعد روسيا.واستثمرت الصين 3 مليارات دولار في تركيا بين عامي 2016 و2019، وتعتزم مضاعفة ذلك بنهاية العام المقبل، كما أصبح التدفق النقدي من الصين أمرا بالغ الأهمية لنظام إردوغان، وعزز من قبضته على البلاد.محاولات إنقاذووفقا للتقرير، عندما انخفضت قيمة الليرة بأكثر من 40% في عام 2018، قدم البنك الصناعي والتجاري الصيني المملوك للدولة للحكومة التركية قروضا بقيمة 3.6 مليارات دولار لمشاريع الطاقة والنقل الجارية في محاولات إنقاذ، وفي يونيو 2019، في أعقاب الانتخابات البلدية في إسطنبول التي أشارت إلى انهيار الدعم لإردوغان، قام البنك المركزي الصيني بتحويل مليار دولار.وقالت المجلة إن مبادرة الحزام والطريق الصينية تقدم لتركيا مصدرا جديدا للأموال النقدية، ولبكين موطئ قدم استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط. وكجزء من مبادرة بناء البنية التحتية أنجزت تركيا خطا للسكك الحديدية من قارص في شرق تركيا عبر تبليسي، جورجيا، إلى باكو، أذربيجان، على بحر قزوين، حيث ترتبط بشبكات النقل إلى الصين.وتستمر الأموال في التدفق، حيث خصصت مؤسسة تأمين الصادرات والائتمان الصينية ما يصل إلى 5 مليارات دولار لصندوق الثروة التركي، لاستخدامها في مشاريع، وتثير الشفافية والمساءلة المحدودتان للصندوق مزيدا من المخاوف بشأن وجهة الأموال وقدرة تركيا على السداد.الحرب الالكترونيةويشمل التعاون الصيني التركي تعميق العلاقات العسكرية والأمنية الثنائية إلى جانب البنية التحتية، بما في ذلك مجال الاستخبارات والحرب الالكترونية، فصاروخ بورا الباليستي التركي، الذي تم تقديمه في عام 2017، هو نتاج تعاون دفاعي ثنائي.وتؤكد فورين بوليسي في النهاية «بالإضافة إلى ذلك فإن شركة هواوي الصينية التي تم تصنيفها على أنها تهديد للأمن القومي في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بسبب علاقاتها بالحكومة والجيش الصينيين، ليس لديها مثل هذه المعارضة في تركيا، فقد نمت حصتها في السوق التركية من 3% فقط عام 2017 إلى 30% عام 2019.

مشاركة :