بيروت: «الخليج»، وكالات تلقى الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، تناول الوضع الحكومي وضرورة الاستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن، فيما بدا أن الساعات القادمة ستكون حاسمة لجهة التوصل الى حلول تفضي الى تأليف الحكومة، أو اضطرار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب الى الاعتذار، في وقت واصل المحقق العدلي القاضي، فادي صوان، تحقيقاته في انفجار مرفأ بيروت، في حين شيعت طرابلس أحد ضحايا «قوارب الموت» بعد فشله في الهجرة الى إحدى الدول الاوروبية والعثور على جثته جنوبي بيروت. وتحدثت مصادر مطلعة عن إصرار فرنسي على انجاح المبادرة الرئاسية الفرنسية لتشكيل الحكومة حتى لو اضطرت الى ادخال بعض التعديلات عليها، وأكدت أن فرنسا ليست في وارد تجميد مبادرتها وهي غير محصورة بمدّة محدّدة تنتهي، غداً الأحد، بعد تمديدها، لا بل كشفت هذه المصادر ان ماكرون اتصل أيضاً بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، متمنياً بذل المزيد من الجهود للوصول الى نتيجة إيجابية في الملف الحكومي. وشددت على أن الساعات المقبلة تعتبر حاسمة لجهة التوصل الى توافق حول تشكيل الحكومة، وحلّ العقد القائمة، أو إقدام مصطفى اديب على الاعتذار بعد 17 يوماً من تكليفه، طالما انه وصل الى حائط مسدود، لا بل يقال إن كتاب اعتذاره جاهز، بعد تريثه بطلب من الرئيس عون، ونتيجة للاتصالات الفرنسية التي نصحته بالتريث وتمديد المهلة بعد انتهائها يوم الاثنين الماضي، ولذلك تكثفت المشاورات لتذليل الصعوبات، لاسيما ما يتصل بحقيبة المالية التي يتمسك بها «الثنائي الشيعي». وفي هذا الاطار، اعتبر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، في مؤتمر صحفي أن تمسك «الثنائي الشيعي» بوزارة المال وتسمية الوزير يضرب المبادرة الفرنسية بالصميم، وبالتالي أدى إلى تعطل المبادرة، كما انه يعطل الإصلاحات، مشدداً على ضرورة تشكيل أصغر حكومة ممكنة لتتمكن من القيام بأكبر عدد من المهام. من جهة أخرى، تابع المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، القاضي فادي صوان، أمس الجمعة، مسار التحقيقات لتحديد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة التي أدت الى حصول الانفجار في المرفأ في الرابع من أغسطس/ آب الفائت. ومن المقرر أن يستمع الى عدد من كبار المسؤولين بدءاً من بعد غد الاثنين. يشار الى أن عدد الموقوفين على ذمة التحقيق بلغ حتى الآن 25، والمدعى عليهم 28 شخصاً. في غضون ذلك، شيعت مدينة طرابلس اللبنانية، امس الجمعة، جثمان الشاب محمد الحصني الذي قضى غرقاً بعد فشل رحلته، وعدد من أبناء المدينة إلى إحدى الدول الأوروبية. وعثر، أمس الأول الخميس، على جثة الحصني عند شاطئ السعديات جنوبي بيروت، قبل أن تنقل إلى طرابلس حيث يوارى جثمانه الثرى. ووسط أجواء من الحزن والغضب، أطلق المشيّعون الرصاص بكثافة بعد تكرار رحلات الهجرة غير الشرعية من المدينة، وفشل معظمها في الوصول إلى بر آمن، حيث قضى عدد من الأشخاص يقدّر أن يفوق عددهم العشرة في آخر رحلة انطلقت من شمالي لبنان، وضمّت 23 شخصاً من طرابلس، إضافة إلى عدد من العائلات السورية.
مشاركة :