بيروت: «الخليج»، وكالات نظم مئات اللبنانيون الليلة قبل الماضية مسيرة باتجاه القصر الرئاسي في بعبدا للتنديد بسوء إدارة السلطات للتحقيقات في كارثة انفجار مرفأ بيروت قبل 40 يوماً، فيما يترقب اللبنانيون ما سيؤول إليه مخاض تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى أديب وهو المخاض الذي دخل في الساعات الأخيرة مرحلة شديدة الالتباس والدقة، خصوصاً بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وما أعلنه الأخير لاحقاً أن حركة أمل التي يتزعمها لن تشارك في الحكومة الجديدة، في حين أكد قصر الإليزيه، أن ماكرون يواصل الضغط على السياسيين اللبنانيين مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة. وبدأ المتظاهرون مسيرتهم من أمام قصر العدل، ورفع عدد منهم الأعلام اللبنانية مرتدين اللون الأسود، غير أن الجيش اللبناني منعهم من المواصلة لدى وصولهم إلى مفترق طرق يقود إلى القصر الرئاسي. ودعا البعض إلى استقالة الرئيس ميشال عون وسط ترداد آخرين شعارات برزت في الخريف الماضي إبان نشوء الحركة الاحتجاجية ضد الطبقة السياسية اللبنانية. من جهة أخرى، أثار عدم حضور رئيس الحكومة المكلف إلى القصر الرئاسي، كما كانت قد سادت التوقعات، نوعاً من الصدمة للمراهنين على ولادة الحكومة خلال مهلة الأسبوعين المتفق عليها بين المسؤولين والفرقاء اللبنانيين والجانب الفرنسي، التي أوشكت على النهاية من دون ولادة الحكومة العتيدة. وبعد تمسك بري، بحقيبة المال من منطلق ميثاقي، وإصراه على تسمية وزيرها، بدا واضحاً أن ثمة مأزقاً جدياً للغاية يتحكم في استحقاق الحسم الإيجابي السريع لتشكيل الحكومة أقله ضمن مهلة الأسبوعين. ويبدو أن الاتصال الذي أجراه ماكرون مع بري أخفق في إقناع الأخير بالتخلي عن تمسكه بحقيبة المال، وبالتالي فقد أعلن مكتب بري، رفض حركة «أمل» التي يتزعمها الانضمام إلى حكومة جديدة نظراً لاعتراضها على طريقة تشكيل مجلس الوزراء. وأورد المكتب في بيان، انتقادات للطريقة التي يتبعها رئيس الوزراء المكلف، في تشكيل الحكومة ومن بينها عدم التفاوض. وقال: «المشكلة ليست مع الفرنسيين، المشكلة داخلية ومن الداخل. أطلق عنوان واحد للحكومة، الاختصاص مقابل عدم الولاء الحزبي وعدم الانتماء النيابي وفيتوات على وزارات والاستقواء بالخارج وعدم إطلاق مشاورات». وتابع: «لذا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف من عندنا ومن تلقائنا عدم رغبتنا في المشاركة على هذه الأسس في الحكومة، وأبلغناه استعدادنا للتعاون إلى أقصى الحدود في كل ما يلزم لاستقرار لبنان وماليته والقيام بالإصلاحات وإنقاذ اقتصاده». وفي باريس، قال مكتب الرئيس الفرنسي إن ماكرون يضغط على الساسة اللبنانيين للوفاء بوعودهم بتشكيل حكومة جديدة هذا الأسبوع. وذكر مصدر رسمي، أنه من المتوقع أن يعرض مصطفى أديب، خطته لتشكيل الحكومة على الرئيس عون اليوم الاثنين في مسعى لتسريع العملية. وقال قصر الإليزيه دون أن يورد تفاصيل عن أي مناقشات: «الرئيس الفرنسي، يواصل اتصالاته مع مختلف اللاعبين السياسيين في لبنان». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأسبق ورئيس «التيار الوطني الحر»، أن المبادرة التي طرحها تياره على الرئيسين اللبناني ميشال عون والفرنسي إيمانويل ماكرون، تتضمن في شقها السياسي موضوع تحييد لبنان لمناقشته على طاولة الحوار. وشدد على رفض تياره المشاركة في الحكومة اللبنانية الجديدة، مشيراً إلى أن «التقصير مستمر» في التحقيق بانفجار مرفأ بيروت وفي إعادة الإعمار بعد الحادث الكارثي.
مشاركة :