أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بـ«انزعاج» بلاده من إعلان رئيس حكومة «الوفاق» الليبية فايز السراج (حليف أنقرة)، رغبته في التنحي بحلول نهاية أكتوبر المقبل، وقال «مثل هذا التطور وتلقي هذا النوع من الأخبار بعد ذلك كان محزناً لنا بالطبع»، لافتاً إلى أن وفوداً تركية قد تعقد محادثات مع حكومة «الوفاق» في هذا الشأن الأسبوع المقبل. وأضاف «من خلال هذه الاجتماعات سنحول الأمر صوب الاتجاه المطلوب»، لكن دون التطرق إلى التفاصيل. وقال مسؤول تركي لـ«رويترز» إن إعلان استقالة السراج كانت ثاني مفاجأة في الآونة الأخيرة لأنقرة في ما يتعلق بليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار في الشهر الماضي، وأضاف: «نفضل بقاء السراج في منصبه لأن تحت قيادته من الممكن ظهور ليبيا موحدة قادرة على حل مشاكلها»، وتابع قائلاً «إذا ترك السراج منصبه فهناك بعض الأسماء المشاركة في العملية ويمكنها تولي زمام حكومة الوفاق الوطني. هذه بالطبع مسائل خاصة بليبيا لكن تركيا قد توفر بعض الدعم». إلى ذلك، قال الباحث في الشأن الليبي محمد حميدة، إن إعلان السراج عزمه التنحي جاء نتيجة توافقات دولية على تشكيل المجلس الرئاسي خلال شهر، وأن الجهود العربية تمكنت بالفعل من حصار مشروع أردوغان في ليبيا، وأن الضغوط الأميركية على تركيا واضحة في ليبيا والمتوسط، بما يعني أن الفترة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت على الساحة الليبية بتغيير في كل قواعد المشهد الحالي. وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن كافة الاتفاقيات التي وقعتها تركيا باتت في مهب الريح في الوقت الراهن، وأن انزعاج أردوغان من استقالة السراج يؤكد أنها جاءت دون رغبته. ورأى المحلل السياسي الليبي، عبد الكبير الفاخري، أن قرار السراج لا ينهي الوجود التركي في غرب ليبيا لأن الاتفاقيات موقعة بين حكومة «الوفاق» وتركيا وليس مع السراج. فيما اعتبر المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، أن الوجود التركي في ليبيا لا يتوقف على شخص السراج، موضحاً أنه سواء استقال أو استمر فإن الوجود التركي باق لأن أنقرة وضعت أسساً لاستمرارها طويلاً في ليبيا.
مشاركة :