فكَّكت الوحدات الأمنية التونسية خلية تكفيرية مختصة بإرسال المتطرِّفين إلى ليبيا ومنها إلى سورية والعراق. جرى ذلك في أعقاب عملية استخباراتية وُصفت بالدقيقة والنوعية. وقالت المصادر إنَّ قوات الأمن تمكَّنت من القبض على أحد المشتبه فيهم في أعقاب مداهمة أمنية بالتنسيق مع النيابة العمومية، واعترف بعد التحقيقات بمبايعته أمير (داعش)، وتخطيطه للسفر إلى معسكرات التنظيم رفقة عدد من المتطرفين. وأضافت: بعد سلسلة من المداهمات والمطاردات تمكَّنت الفرقة من القبض على تسعة تكفيريين آخرين ،ليرتفع عدد الموقوفين إلى عشرة، وحجز وثائق وُصفت بالخطيرة على الأمن القومي باعتبار مضمونها التكفيري، إضافة إلى مجموعة من الأجهزة الإلكترونية. وأدى انفجار لغم في جبل سمامة التابعة لولاية القصرين إلى إصابة ثلاثة جنود أثناء عملية تمشيط عسكري. وانفجر اللغم أثناء مرور سيارة عسكرية كانت تقوم بعملية تمشيط ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أحدهم إصابته خطرة وقد تم نقلهم إلى المستشفى. وأفادت الإذاعة التونسية بأن الجيش دفع بوحدات من الهندسة العسكرية لتمشيط المنطقة خشية وجود ألغام أخرى خاصة أن اللغم المنفجر زرع حديثاً من قبل مسلحين. وكان الجيش قصف بشكل مكثف مواقع يشتبه في أنها تضم مخابئ لمتطرفين. على صعيد متصل، بدأت كل من ألمانيا وفرنسا بشكل خاص من بين دول الاتحاد الأوروبي بالتحرك فعليا لدعم تونس في حربها ضد الإرهاب عبر تقديم دعم فني ولوجستي وعبر التجهيزات. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي عن مخصص لوحدات التدخل التونسية ستتولى الإشراف عليها نخبة من قوات الشرطة والجندرمة الفرنسية. وسترسل باريس فريقا من الخبراء العسكريين والأمنيين إلى تونس مطلع شهر أيلول/ سبتمبر لتعزيز التعاون الفني مع تونس ،كما ستعمل وحدات فرنسية لتكوين فرق كلاب مدربة في تونس على رصد المتفجرات، علاوة على التعاون الاستخباراتي بين البلدين. ويأتي التحرك الفرنسي بعد وعود سابقة ومتكررة لكبار المسؤولين الفرنسيين إلى تونس كما يأتي بعد أن وجهت تونس نداء إلى المجتمع الدولي منذ مارس الماضي عقب هجوم وباردو الإرهابي والذي أوقع أكثر من 20 قتيلا من السياح لمساعدتها على مكافحة الإرهاب عبر المال والتجهيزات وإنعاش اقتصادها المتعثر منذ مدة الانتقال الديمقراطي عقب ثورة 2011. وتزامن التحرك الفرنسي مع خطوة مماثلة من ألمانيا الشريك الأوربي الثاني لتونس ،وذلك على هامش زيارة وزيرة الدفاع الألمانية فون دير لاين ،حيث أعلنت بأن القوات المسلحة التونسية ستحصل من الجيش الألماني على عتاد عسكري بقيمة 1.2 مليون يورو. كما تعتزم الحكومة الألمانية دعم تونس في تأمين حدودها مع ليبيا والممتدة على طول 600 كم، للحيلولة دون تسلل إرهابيين وتهريب أسلحة. وستكون المساعدة الألمانية والأوروبية بالخصوص في تقديم الدعم الفني لمد جدار إلكتروني على الحدود مع ليبيا لتعزيز المراقبة إلى جانب الجدار الترابي والخندق. وسبق التحرك الألماني الفرنسي جدل واسع في تونس بشأن تقارير تحدث عن إمكانية تركيز قاعدة عسكرية أمريكية للتجسس شمال البلاد وهو ما نفته تونس.
مشاركة :