»دليل الفن» رحلة فوتوغرافية في ربوع الإمارات

  • 7/31/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

عادة ما يكون الهدف من إقامة المعارض الفنية بشكل عام تأسيس، رحلة فنية ممتعة وحوار فني مشترك بين الفنان وأعماله وبين عين المشاهد الفاحصة التي تستطيع التقاط فكرة العمل الفني وإدراكها ببساطة وسهولة تحددها مدى براعة وكفاءة المصور ذاته. ومعرض دليل الفن للفنان والمصور الإماراتي عمار العطار جسد هذه العلاقة الحميمة بين عدسته وعيون الزوار، إذ استخدم الكاميرا كأداة للتعبير يجسد بها حالة إنسانية فنية وينقل بواسطتها فكرته ورؤيته للأشخاص والأماكن واتخذ من الإضاءة والألوان والتكوين مفردات لإظهار مدى تمكنه وبراعته في تجسيد الحالة. يقدم المعرض سلسلة من 70 صورة لفنانين وشخصيات من عالم الفن التقطها المصور الفوتوغرافي عمار العطار، الذي جاب أرجاء الإمارات كافة لإنجاز مشروعه، والتقط صوراً فوتوغرافية لوجوه فنية من فنانين، ومصممين، وقيمين فنيين، ومديري صالات فنون، وجامعي القطع الفنية، ومؤلفين في استوديوهاتهم وأماكن عملهم. ومن بين المشاركين بصورهم في المعرض ابتسام عبد العزيز من الشارقة، وفاطمة المزروقي من أبوظبي، وحمدان الشامسي من العين، وحسن شريف ومحمد كاظم ود.نجاد مكي وسعيد خليفة من دبي. ركز مشروع عمار العطار على تحول عناصر المشهد الفني المحلي بتغيّر المناطق الجغرافية ومن جيل إلى آخر، إذ تقدم صوره التناظرية بالأبيض والأسود والألوان فهماً عميقاً لآلية العمل، وتلقي نظرة على عالم ما وراء الكواليس، حيث الروابط المهنية وعلاقات الصداقة التي تربط الفنانين والعاملين في مجال الفنون. ويقوم العطار أيضاً بعرض مجموعة صور مصغرة وكراسات توجز للمشاهدين سلسلة الأسفار والحوارات خلال الرحلة الحافلة بالتنقل من موضوع إلى آخر، وفي عصر الهوس بالصور الفوتوغرافية الرقمية وال"إنستغرام"، يزداد ولع العطار بتقنيات التصوير الفوتوغرافي القديمة، وعناصر الزمن والاحتمالات التي تتيحها للصورة. يقول العطار: فكرة هذا المعرض قائمة على أرشفة للوسط الفني المعاصر في الإمارات، حيث رصدت من خلال عدستي وجوهاً لفنانين وقيمين فنيين يمثلون مراحل عمرية مختلفة وجنسيات متنوعة ولكن يجمعهم العيش على أرض الإمارات، واخترت أن يكون مكان التصوير بمحال أعمالهم وإبداعاتهم، حتى تحمل الصورة شيئاً من روحهم وتبرز طابع شخصيتهم الفريد، كما اخترت أن تشمل الصور المعروضة مجموعة (بالألوان) ومجموعة بالأبيض والأسود بغرض التنويع ومنع التكرارية. ويضيف عمار: حرصت على استخدام أسلوب التصوير الفيلمي وليس الرقمي في ال70 صورة فوتوغرافية المشاركة في المعرض. ويؤكد عمار فكرة أن الموهبة دائماً تفرض نفسها وتجد لها طريقاً لتخرج للنور، فرغم أنه حاصل علي ماجستير إدارة الأعمال الدولية ويعمل في هيئة الطرق والمواصلات أي بمجال لا يتصل بالفن او التصوير نهائياً إلا أنه يقول: علمت نفسي بنفسي وحضرت العديد من ورش العمل وقرأت كتباً عدة في مجال الفن واشتريت أول كاميرا خاصة بي من أول راتب تقاضيته من عملي عام 2003، والتحقت بعدها بجمعية الإمارات للتصوير الضوئي وكانت هذه أول خطوة في طريقي نحو الفن. وعن احب أعماله وأقربها إلى قلبه يقول عمار: كل الصور لها معزة خاصة في قلبي ولكني أستطيع القول إن صورة الفنانة نجاة مكي تحتل مكانة خاصة لأن الصورة فيها طبيعة تميزها. فرغم بساطة البيت والمكان المخصص للإبداع إلا أنه تنتج فيه أعمال كبيرة وهذا يدل على أن حجم المكان أو مواصفاته ليست لها علاقة بجودة الأعمال. أثناء تجولي في المعرض لاحظت وجود عين خبيرة تتفقد الصور باهتمام وتأن فاقتربت منها لاستطلاع رأيها، فقالت الفنانة ومصممة الغرافيك حصة الراطوق: التصوير من أرقى أنواع الفنون، فالصور تكون حقيقية وتستطيع توصيل الرسالة الفنية من دون الحاجة لوصف أو كلام خاصة إذا التقطتها عدسات مصور موهوب يجيد التحكم في إبعاد الصورة، فعين المصور ورؤيته للمشهد تمثل فارقاً كبيراً في الشكل النهائي للصورة، وأعتقد أن المصور عمار العطار أجاد استخدام التصوير الفيلمي خاصة أنه يحمل في طياته الكثير من المتعة ويتطلب مراحل مختلفة مثل تحميض الفيلم قبل الحصول على المنتج النهائي، وهذا يضفي على الصورة خصوصية وعناصر جمالية خاصة. وتضيف : "فكرة المعرض أعجبتني خاصة أن معظم الوجوه المصورة فيه معروفة بالنسبة إلي، واستخدام عمار للأبيض والأسود في بعض الصور الفوتوغرافية المعروضة كان موفقاً برأيي لحد بعيد، لنجاحه في الاهتمام بعناصر الإضاءة ودرجات الألوان ما يعبر عن مدى إبداع المصور، لأنه من الصعب الإبداع باستخدام الأبيض والأسود في التصوير.

مشاركة :