يُعد مهرجان بريدة للتمور أكبر سوق للتمور في العالم، وهو أهم المهرجانات الوطنية التي تساهم في صنع تنمية اقتصادية واجتماعية تتخطى منطقة القصيم إلى ربوع المملكة، بل تمتد آثاره إلى الخارج؛ حيث تنتقل الصادرات من أرقى وأجود أنواع التمور السعودية إلى العديد من دول العالم، وأصبحت تحظى بمكانة كبيرة في الأسواق العالمية، في ظل تميزها وما تحويه من قيمة غذائية كبيرة. ونجح مهرجان بريدة للتمور، منذ انطلاقته الأولى في عام 1427 هـ؛ برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز؛ أمير منطقة القصيم، في أن يصبح المهرجان الأهم والأضخم في مجاله، فخلال فترة إقامته التي تمتد لثلاثة أشهر تبدأ في منتصف شهر أغسطس من كل عام، تخطت مبيعاته ملياري ريال، وهو رقم قياسي يؤكد ما تحظى به التمور السعودية من مكانة عالمية، ويلفت النظر إلى ضرورة منحها المزيد من الاهتمام باعتبارها ثروة وطنية كبيرة، من الممكن أن نستفيد منها أكثر من هذا بكثير، ما يعني مضاعفة المنتوجات والدخل منها، الأمر الذي يصب في صالح الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل. ويُسهم مهرجان بريدة للتمور في النهوض بزراعة النخيل وصناعة التمور في المملكة، ويجذب الاهتمام لهذا المحصول الحيوي الذي يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي الذي نادت به رؤية المملكة 2030، ويأتي في صالح تنمية الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. ومن مزايا المهرجان أنه يجمع عددًا كبيرًا من كبار مزارعي التمور والخبراء والمهتمين بهذا المجال إلى جانب المسؤولين من جميع أنحاء المملكة، والزائرين من خارج المملكة، ما يوفر فرصًا ثمينة للحوار وتبادل الخبرات في هذا المجال، ومناقشة التحديات التي تواجه زراعة وصناعة التمور، وطرح الرؤى والحلول من أجل التغلب عليها. وتأتي الأرقام والإحصائيات لتؤكد النجاح الواضح لهذا المهرجان الاقتصادي الوطني الكبير، الذي استطاع تصدر المشهد الاقتصادي في المملكة، وينبئ بالمزيد من النجاحات في ظل تنامي الدعم الحكومي به. وتؤكد هذه الإحصائيات التالي: -حجم مبيعات سوق بريدة للتمور طوال مدة المهرجان يقترب من ملياري ريال، ما يُمثّل 40% فقط من مبيعات مجمل التمور في القصيم التي يوجد بها 8 ملايين نخلة، والـ 60% المتبقية من المبيعات تتم مباشرة في المزارع. -يوفر المهرجان أكثر من 3 آلاف فرصة عمل مؤقتة وثابتة للشباب والشابات والأسر المنتجة في القصيم، بل في بعض المناطق الأخرى. -يباع أكثر من 30 مليون عبوة/ كرتونة تمور، وتضم حوالي 100 ألف طن من أجود أنواع التمور والتي يتفنن “الدلالون” في تسويقها وبيعها فجر كل يوم في ساحة المهرجان التي تبلغ مساحتها 165 ألف متر مربع. -العدد الإجمالي للمركبات المحملة بعبوات التمر خلال مدة المهرجان تتجاوز 150 ألف مركبة. -يُباع في المهرجان أكثر من 35 صنفًا من أجود أنواع التمور، والتي تخضع للرقابة؛ لضمان سلامتها وخلوها من المبيدات والملوثات الكيميائية. ومن بين كل الأنواع الفاخرة من التمور في مهرجان بريدة للتمور، يواصل “السكري” تألقه كل عام ليحصد 80% من حجم مبيعات التمور.فرص استثمارية يُعد مهرجان بريدة للتمور بيئة خصبة للأعمال التجارية، فطوال أيام المهرجان تتحول مدينة التمور في بريدة إلى حاضنة أعمال يستطيع أن يجد فيها الباحث عن تجارة خاصة أو مصدر دخل إضافي العديد من الفرص الاستثمارية؛ من خلال السوق الموسمي الذي يدر ذهبًا، خاصة أن في بيع وشراء التمور بركة عظيمة، وسهولة في التعامل، وعدم حاجته لرأس مال كبير فهو متاح للجميع، كما أنه يعد فرصة للرغبين في تحسين دخلهم بالعمل ساعات قليلة هي مدة عمل السوق، وهي من صلاة الفجر حتى الساعة السابعة والنصف. ويوفر المهرجان لرواد الأعمال أكثر من 20 فرصة استثمارية مربحة، تتمثل في:البيع والشراء مباشرة داخل السوق.الشراء والتخزين ومن ثم البيع في المواسم كشهر رمضان وغيره.الشراء والبيع في موسم الشتاء.شراء التمور وتحويلها إلى منتجات غذائية وطبية.تقديم الخدمات كبيع العبوات الكرتونية والبلاستيكية.الفرز والتغليف.تقديم خدمة التوصيل، والشراء لمن لا تسعفهم ظروفهم للحضور.الشراء وإعادة التغليف وتصديره خارج المملكة.الشراء والبيع في المدن الأخرى. وعلى مدى سنوات ساهم مهرجان بريدة للتمور في توفير الآلاف من فرص العمل الموسمية المؤقتة، إلى جانب تأسيس قاعدة استثمارية كبرى، أفرزت المئات من رواد الأعمال الناجحين الذين أسسوا كيانات تجارية خاصة ومستدامة. اقرأ أيضًا: عبد الله الرشيد: نثمن دعم رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة سوزان بغدادي: نعيش مرحلة مهمة من تاريخ المملكة مليئة بالإنجازات متخصصة: التحفيز والتوظيف أبرز مؤشرات النجاح في صالونات التجميل
مشاركة :