حرمان الطفولة.. إبداع من نحاس وصخر

  • 7/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حققّ عامل البناء علي دهيني (50 سنة) مشروعه الفني من خلال أسلاك النحاس، يلفها ويربطها إلى بعضها، ويحركها كما يوحي إليه خياله، ومنها يستخرج لوحات للعرض أو للبيع أو للحفظ. في بلدة الخرايب وعلى شرفة واسعة من بيته يعرض علي أعماله، عشرات اللوحات لكل منها موضوع ومكان، يقول: لم يكن وارداً دخولي الفن ، وتحديداً الرسم بالنحاس، لمعت الفكرة صدفة في رأسي، اندفعت بغير إرادة نحو سلك نحاسي ورحت أقطعه وألفه لأفاجأ بلوحة ترتسم أمامي، تابعت المرة تلو الأخرى، ودائماً يتولد من هذه الحركة مجسمات، وجدت اهتماماً من قبل المشاهدين، ويلفت الرسم بالأسلاك شاق ومرهق لكن النتائج مبهرة. واللوحات حكايات، قنديل غاز استعمله الأجداد، مخطوطة لآية قرآنية، عدة الطبخ، شراكة بين أدوات الماضي وتقنيات الحاضر، مزيج لافت بين زمنين صنع هوية علي التشكيلية، فالفن حقل تجارب نجتّر منه الأفكار، يضيف: علمتني التجارب ان أصنع من أسلاك النحاس مادة فنية رائعة، الابتكار لا يولد من ذاته، الحرمان من اللعب حين كنت طفلاً جعلني اليوم ألعب بأسلاك النحاس. وإذا كان علي دهيني أبدع لوحاته النحاسية من التراث والخط العربي، فإن النحات السبعيني سعيد بحمد نحت الواقع، حوّل الصخور إلى قطع فنية، إبداع فطري ولّدته التجارب والاختبارات. في منحوتاته الصخرية يجسد سعيد ظلم الواقع له بطريقة فلسفية، يقول: بحثت كثيراً عن منفذ لغضبي فوجدته في الصخر، ويلفت: الفن ينطق بأحاسيسنا، غضبنا، فرحنا، حزننا على جدران منزله علّق بعض لوحات حملت أنامل الفنان السبعيني، كتأكيد على أن الإبداع يتحدى الأعمار والأزمنة والأمكنة. حسبه أن الحرمان في مدة الطفولة والمراهقة يولّد الإبداع لاحقاً، في الشباب كما في خريف العمر، وهذا ما أنا عليه، بالحفر رويت حياتي وحمّلت منحوتاتي رسائل لتغيير الواقع المؤلم، أتحدث إلى المنحوتة وأحفر فيها أفكاري ومبادئي. ولوحات سعيد تعبّر عن ذلك، امرأة منتفضة، المدفع، الأمل، الحياة، أطلّ على الساحة التشكيلية من بوابة المعارض، وحصل على الجائزة الثالثة في مسابقة النحت التعبيري في إيران، وكان في سبعيناته موسوعة تعبيرية، في النحت والحفر والرسم. الحفر والنحت والرسم يجمع بين علي دهيني وسعيد بحمد، لم يدرسا فنهما في الأكاديميات، إنما شدتهما تجاربهما الحياتية وما تعرضا له من حرمان في الطفولة والمراهقة، ومن تعب وتحديات في شبابهما وكبرهما، ليحولا تجربتهما الحياتية إلى فن من معدن وصخر وكلاهما يؤكد المآسي توّلد الإبداع.

مشاركة :