سيطرت المقاومة الشعبية بمدينة تعز وسط اليمن، على موقع استراتيجي كان في قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، كما استعادت القوات اليمنية مدعومة بضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية مواقع على مشارف عدن كان الحوثيون يستخدمونها في إطلاق صواريخ على المدينة، فيما أرجأت المقاومة اقتحام قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، بسبب وجود مئات المعتقلين بداخلها، إلا أن حصارها لايزال قائماً، بينما تسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، أمس، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نقلها ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تتضمن عدداً من الأفكار والمقترحات لإيجاد مخرج للأزمة الحالية في اليمن بحثاً عن حل سياسي لها. وتفصيلاً، قال مصدر من المقاومة الشعبية، إن المقاومة سيطرت على تبة مسعود بمديرية مشرعة بعد هجوم شنته على قرية حدنان بجبل صبر. وأكد المصدر أن المقاومة غنمت عدداً من الدوريات العسكرية التابعة للحوثيين وقوات صالح، موضحاً أن الاشتباكات مازالت مستمرة بين الطرفين في حدنان، حيث تسعى المقاومة لتحريرها من قبضة الحوثيين وقوات صالح. في سياق آخر، نفذت المقاومة الشعبية هجوماً استهدف دورية عسكرية تابعة للحوثيين شرق مدينة تعز، أسفر عن مقتل أربعة وإصابة ثلاثة آخرين من الحوثيين. كما سيطرت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على منطقة مثلث العلم عند المدخل الشرقي لعدن، التي كان الحوثيون يستخدمونها في إطلاق صواريخ على المدينة. وكانت قد انتزعت السيطرة على عدن من الحوثيين في 17 يوليو. وقال المسؤولون إن المقاومة الشعبية قد استعادت أيضاً مناطق إلى الشمال من عدن من الحوثيين منها البساتين وقرية الفلاحي. وقالت وكالة سبأ الناطقة بلسان الحوثيين نقلاً عن مصدر أمني في وزارة الداخلية، إن الغارات الجوية السعودية استهدفت أيضاً مواقع في الجنوب منها الضالع وقاعدة العند الجوية. وفي لحج، قالت مصادر يمنية، إن اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، عقب دخول الأخيرة إلى الحوطة وسيطرتها على عدد من المواقع. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى من الطرفين في تلك المواجهات التي لاتزال مستمرة بشكل عنيف. وأفادت مصادر قبلية بأن المقاومة أسرت 40 من مسلحي جماعة انصار الله الحوثية في محافظة أبين جنوبي البلاد. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة تدور بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة من جهة أخرى بمدينة لودر بعد تقدم المقاومة نحوها وسيطرتها على جبل يسوف الاستراتيجي المطل على المدينة. وأشارت إلى مقتل العشرات من الحوثيين وقوات صالح أيضاً خلال تلك الاشتباكات، لافتة إلى أن المقاومة الشعبية حاصرت الحوثيين في مثلث الكهرباء شرق المدينة وثانوية لودر في الشمال، وتقدمت بشكل كبير باتجاه المدينة. وأفاد مسؤول حكومي بأن خمسة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة من بينهم قيادي، قتلوا الليلة قبل الماضية في غارة لطائرة من دون طيار يرجح أنها اميركية فوق جنوب اليمن. وأوضح المسؤول أن الغارة دمرت سيارة تابعة لعناصر القاعدة قادمة من مدينة المكلا التي يسيطرون عليها وعند وصولها إلى وادي ضيقة بلدة المحفد محافظة ابين. وأضاف أن الغارة أدت إلى مقتل القيادي المتوسط ابوأحمد الكازمي وأربعة من مرافقيه. سياسياً، قال المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع الأمين العام للجامعة إن هناك تطابقاً في وجهات النظر بين الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن الحل السياسي، وأنه الحل الوحيد للأزمة اليمنية. وكشف ولد الشيخ أحمد النقاب عن أهم النقاط التي عرضها على الجامعة بشأن الحل السياسي في اليمن، ومنها إرسال مراقبين تحت مظلة الأمم المتحدة، موضحاً أنهم في المستقبل يمكن أن يكونوا مساعدين على التوصل إلى الحل السياسي. وأضاف نرى أنه لن يحدث ذلك إلا من خلال التنسيق مع جامعة الدول العربية، وأعرب عن شكره للأمين العام للجامعة للدعم الكبير الذي تقدمه الجامعة، خصوصاً في ما يتعلق بالحل السياسي الذي يطمح إليه الجميع. وحول النقاط التي طرحها على الأمين العام للجامعة قال ولد الشيخ أحمد، إنه بعد اجتماع جنيف كانت هناك نواحٍ مختلفة إيجابية تم من خلالها بلورة بعض الأفكار التي يمكن من خلالها إيجاد الحل الساسي، ومنها تطبيق القرار 2016 في ما يتعلق بالانسحاب، ووقف إطلاق النار وليس هدنة فقط، وكذلك إرسال مراقبين على الأرض، وتوصيل المساعدات الإنسانية، والرجوع إلى العملية السياسية السلمية في اليمن، التي ترتكز على ثلاث ركائز أساسية هي المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي. وحول دور المراقبين في تثبيت الهدنة، قال إننا لا نتحدث عن جيش أو مراقبين عسكريين وإنما نتحدث عن مراقبين في الأمم المتحدة وبتنسيق مع جامعة الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، موضحاً أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان جزءاً من اتفاقية سياسية شاملة بين الأطراف. وأضاف ما رأيته أخيراً في زيارتي للرياض وحديثي مع الأحزاب السياسية يؤكد أن هناك بوادر إيجابية في هذا الشأن. من جانبه، قال الدكتور نبيل العربي، إنه لابد أن يكون من الواضح أن المراقبين من الدول العربية والإسلامية تحت مظلة الأمم المتحدة وهو أمر مطروح، لكن يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية حتى يمكن إيفاد المراقبين. ونوه بالدور الذي يقوم به المبعوث ولد الشيخ أحمد لتسوية هذه الأزمة. وأوضح أنه جاء في وقت صعب وليس من السهولة أن يمسك جميع الخيوط في يده نظراً لوجود عمليات عسكرية على الأرض، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك فإنه يقوم بدور مهم وقدم له الشكر باسم الجامعة على كل ما يقوم به من جهود.
مشاركة :