السياحة الداخلية تنعش قطاع الضيافة

  • 9/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عززت السياحة الداخلية عملية انتعاش وتعافي قطاع الضيافة والسياحة في دولة الإمارات في ظل الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا، مدعومة بارتفاع معدلات الإشغال خلال شهر أغسطس مقارنة بالأشهر السابقة، بحسب وكلاء ومدراء فنادق محلية. وتوقع هؤلاء لـ«الاتحاد»، استمرار نشاط السياحة الداخلية خلال عطل نهاية الأسبوع للأشهر المقبلة، ولا سيما مع اقتراب مواسم الأعياد والعطل الرسمية، مؤكدين أن السياحة الداخلية تلعب دوراً حاسماً في تنشيط قطاع الضيافة محلياً، في ظل استمرار التضييق على السفر في عديد من دول العالم، لتظل السياحة الداخلية منفذاً مجدياً لدعم القطاع الفندقي بالدولة. تحسن ملموس وقال سام الأسمر، نائب الرئيس للإيرادات والتوزيع لروتانا للفنادق: «بعد مرور أكثر من شهر على استئناف أنشطة السياحة والسفر في دولة الإمارات إلى جانب الإجراءات والتدابير الأخرى التي اتخذتها الحكومة لدعم القطاعات عامة والقطاع الفندقي خاصة، شهدنا تحسناً ملموساً في نسب الإشغال في مختلف الفنادق والمنتجعات»، مؤكداً أن للسياحة الداخلية دوراً مهماً في بدء المرحلة التالية من تعافي القطاع وذلك نتيجة استعادة الثقة بالسفر الداخلي للضيوف ليستمتعوا بإجازتهم محلياً». وأوضح: «سجلت فنادق مجموعة روتانا معدل إشغال تراوح بين 60% إلى 65% خلال عُطَل نهاية الأسبوع في الشهر الماضي، مع نمو أعداد الضيوف وفق الطلب المتزايد على الإجازات المحلية القصيرة للمقيمين في الدولة». وأضاف «ارتفع عدد الضيوف أيضاً بشكل مُطرد خلال أيام الأسبوع، والذين يمثلون المقيمين لفترة طويلة والمسافرين من رجال الأعمال والسياح، الأمر الذي أسهم في ارتفاع تدريجي ثابت بمعدل الإشغال من أيام الأحد إلى الخميس». وقال «لنعزز نشاط السياحة في فنادقنا نوفر عروضاً صيفية تشمل خصومات على الإقامة»، متوقعاً زيادة الحركة من السياحة الداخلية للأشهر المقبلة مع قرب اعتدال الطقس وحلول مواسم الأعياد. وفي السياق نفسه، قال علاء العلي، مدير«نيرفانا للسفر والسياحة» ، إن الفنادق تشهد إشغالاً مرتفعاً خلال عطل نهاية الأسبوع، ولا سيما المنتجعات الشاطئية والقريبة من المراكز التجارية والجزر السياحية. وقال « بسبب صعوبات السفر في الوقت الراهن نتيجة تفشي فيروس كورونا فإن الطلب على الفنادق يتركز على السياحة الداخلية حيث شهدنا زيادة إشغال في فنادق بالدولة بنسبة تراوحت بين 15 إلى 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي»، مؤكدا أن تعافي القطاع يبدأ من نشاط السياحة الداخلية قبل «الدولية». من جانبها، قالت منى عوني، مدير إدارة التسويق في فندق فيرمونت باب البحر أبوظبي، نشهد تحسناً ملحوظاً بمعدلات الإشغال، والطلب يرتفع بشكل كبير خلال عطل نهاية الأسبوع وذلك من السوق المحلي بشكل رئيس حيث يأتينا النزلاء من أبوظبي والعين ومن دبي. وفي دبي، قال سايد طيون، مدير عام فندق «هوليدي إن دبي فيستيفال سيتي»: «شهدنا ارتفاعاً في الإشغال الشهر الماضي وهو مستمر في الشهر الجاري وذلك من السياحة الداخلية». وأضاف «نشهد ارتفاعاً في الطلب من العائلات، خلال عطل نهاية الأسبوع، ونتوقع استمرارية النمو في الإشغال للأشهر المقبلة مع اعتدال الطقس»، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية هي أساس تعافي القطاع السياحي. إقبال ملحوظ قال الحسن كعبوس الزعابي، نائب الرئيس للشؤون التشغيلية لدى فرح إكسبيرينسز: «شهدت مدن ومرافق ياس الترفيهية منذ إعادة افتتاحها إقبالاً ملحوظاً من الضيوف من داخل الدولة لقضاء أوقات عائلية مميزة وتجارب ترفيهية متنوعة». وذكر لـ«الاتحاد»: «حرصنا على اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية الإلزامية مثل ضرورة حجز التذاكر إلكترونياً لجميع الضيوف بما في ذلك حاملي البطاقات السنوية بهدف الالتزام بالسعة التشغيلية، إضافة إلى اعتماد الكاميرات الحرارية، ووضع علامات لتحديد المسافات الآمنة التي يجب الالتزام بها عند الألعاب ومنافذ البيع، إلى جانب تعديل السعة الاستيعابية للألعاب والمطاعم والمتاجر»، مضيفا«نتطلع لاستقبال أعداد أكبر من الراغبين في الاستمتاع بأجمل الأوقات الترفيهية العائلية ضمن أجواء صحية وآمنة». وتحتضن جزيرة ياس ثلاث مدن ترفيهية فريدة، هي عالم وارنر براذرز أبوظبي، وعالم فيراري أبوظبي وياس ووتروورلد أبوظبي، إضافة إلى «كلايم أبوظبي»، وحلبة مرسى ياس، التي تستضيف سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1، وياس مارينا، وملعب «ياس لينكس» للجولف، وياس مول، مركز التسوق الأكبر في أبوظبي. وتضم الجزيرة أكثر من 160 مطعماً ومقهى، وسبعة فنادق، وكذلك قاعات ومسارح داخلية وخارجية، جميعها مزودة بباقة من الخدمات التي تلبي احتياجات الزوار وتربط جميع هذه المعالم ببعضها البعض. السفر الدولي كشفت منظمة السياحة العالمية في تقرير حديث لها عن تراجع عدد السياح الدوليين بنسبة 65% في النصف الأول من العام الجاري. ففي أوروبا، تراجع عدد السياح الدوليين بنسبة 66% خلال النصف الأول، وفي الأميركيتين 55%، وفي أفريقيا والشرق الأوس 57%، بينما سجلت منطقة آسيا والباسيفيك أكبر نسبة تراجع بعدد السياح بواقع 72%، وفقا لبيانات المنظمة. وفي السياق ذاته، أكد عاملون في القطاع الفندقي أن تراجع الطلب على السفر للخارج جعل معظم سكان الدولة يقضون إجازاتهم داخل الدولة من خلال الحجز في المنتجعات بمختلف المناطق. وأنفق سكان دولة الإمارات على السفر للخارج العام الماضي نحو 93 مليار درهم، بزيادة 3.3% مقارنة بالعام 2018، بما يمثل 25.3% من إجمالي إنفاق سكان منطقة الشرق الأوسط على السفر. وشهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في شهر يوليو الجاري، تراجعا في عدد الرحلات بنسبة 70% مقارنة بشهر يناير من العام الجاري، في حين يعد شهر أبريل الأسوأ في تراجع عدد الرحلات بواقع 92%. السياحة الداخلية في أرقام بلغت حصة الإنفاق على السياحة الداخلية في الدولة %23 العام الماضي بواقع 40.1 مليار درهم، متوقعا أن تصل إلى 50.3 مليار درهم بحلول العام 2030، في وقت أشارت البيانات إلى أن حصة السياحة الترفيهية في الدولة بلغت %79 فيما بلغت حصة سياحة الأعمال %21، وفقاً لبيانات مجلس السفر والسياحة العالمي. وبلغت المساهمة الإجمالية المباشرة وغير المباشرة لقطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإماراتي %11.9 العام الماضي، بواقع 177.8 مليار درهم، بنمو %5 مقارنة بالعام 2018. وأشارت البيانات إلى أن عدد الوظائف السياحية غير المباشرة والمباشرة بلغت العام الماضي 745.2 ألف وظيفة في الدولة.

مشاركة :