نصيبين أ ف ب بعد أشهرٍ من مشاركة بعضهم في معركة مدينة كوباني السورية؛ يستعد أكراد مدينة نصيبين التركية بمرارةٍ لمواجهةٍ مع حكومة أنقرة التي بدأت عملية عسكرية موسعة ضد حزب العمال الكردستاني. ويعتقد أكراد نصيبين أن الغرب تخلَّى عنهم، ويقول أحدهم، ويُدعَى فدات (45 عاماً)، إن «القادة الغربيين مستعدون للتضحية بنا في سبيل محاربة تنظيم داعش». وكانت الحملة العسكرية التي بدأتها الحكومة التركية الأسبوع الماضي استهدفت مواقع حزب العمال وتجمعات لتنظيم «داعش» في آنٍ واحد. ويغطي الغبار الأرصفة المكسرة في نصيبين، فيما تبدو شوارعها خالية من المارة خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة. وينتاب القلق عصمت ألب (70 عاماً)، وهو مختار أحد أحياء المدينة، منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة. ويتذكر ألب جيداً «أعمال الخطف والتعذيب والاعتقالات التعسفية» التي كانت جزءاً من المشهد اليومي في تركيا في أوج التمرد الكردي المسلح ضد السلطة المركزية إبّان تسعينيات القرن الماضي. ويعتقد أكراد أن الغرب منح أنقرة الضوء الأخضر لضرب ناشطيهم، لكن حكومة أحمد داود أوغلو تنفي ذلك مراراً وتقول إنها تستهدف الإرهابيين فقط. ويعجز سكان نصيبين الواقعة قرب الحدود السورية عن النوم ليلاً بسبب حملة القصف الجوي الحكومية ومواجهات في الشوارع بين الشبان الأكراد وقوات الأمن. ويقرُّ ساكن في المدينة، ويُدعَى إدريس ساريكايا (32 عاماً)، بأن «الشبان ثائرون ولا يترددون في استهداف الشرطة بالأسلحة التي هي في حوزتهم سواء كانت بنادق هجومية أو مسدسات». ولم يعد ساريكايا يثق بأحد لاعتقاده بأن التهديد بات في كل مكان. ويقول «على بُعد 25 كم من هنا ينتشر مقاتلو تنظيم داعش بأعداد كبيرة في وقتٍ يحاصرنا فيه الجيش التركي». والمهم بالنسبة إليه هو تجنب وقوع اعتداء في مدينته كالذي استهدف مدينة سوروتش القريبة في 20 يوليو الماضي وأسفر عن مقتل 32 شاباً كردياً.
مشاركة :