اتهم الإسرائيليون من سكان المدن الجنوبية على الحدود مع قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عنهم وتركهم لمواجهة مصيرهم لوحدهم في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع للأسبوع الثاني. وقالت زهافا 37 عاما وهي أم لثلاث أطفال من سكان مدينة سديروت الجنوبية "هذا أمر لا يمكن أن نعتاد عليه، نقضي أغلب وقتنا في خوف ورعب من صواريخ حماس". وأضافت زهافا في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "الحكومة تخلت عنا، وتركتنا هنا نواجه مصيرنا لوحدنا أمام وابل الصواريخ ولم تساعدنا في إخلاء منازلنا، حكومة كهذه تتخلى عن مواطنيها في أصعب الظروف لا يمكن أن تنجز شيء في الوضع الطبيعي". ومنذ يوم (الاثنين) الماضي تبادلت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الصاروخي. وجاء التصعيد، بعد التوترات التي شهدتها مدينة القدس والحرم القدسي خلال شهر رمضان المبارك، على خلفية إجلاء أربع عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس لصالح الجمعيات اليهودية. ومن جانبها، قالت نيتا 40 عاما من سكان مدينة عسقلان "نعيش هنا في أجواء حرب غير مسبوقة، الصواريخ تهطل فوق رؤوسنا مثل المطر، لا يمكننا العيش بشكل طبيعي ولا الأكل بشكل طبيعي . ووصفت نيتا التي تمتلك محلا للتجميل في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن ما يحدث "شيء جنوني لم نعتد عليه". وأشارت أن المواطنين في عسقلان لا يعيشون في قلق وحسب، بل أيضا يتكبدون خسائر مادية نتيجة تعطل أعمالهم، منوهة إلى أن الحكومة "لم تقدم أي شيء لحمايتهم". ووفقا للجيش، أطلق نشطاء من غزة منذ يوم الاثنين الماضي أكثر من 3000 صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، فيما قال إن القبة الحديدية اعترضت معظمها. وأسفر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى مقتل عشرة إسرائيليين بحسب مصادر إسرائيلية رسمية. رينيه غوما يعقوب والتي كانت حتى وقت قريب تشغل مديرة قسم الإستراتيجية في مجلس إشكول الإقليمي وعضو في كيبوتس نير عوز في الجنوب وكانت أحد المبادرين لخطة إخلاء تفصيلية أعدت للدولة بعد أحداث الجرف الصامد 2014. وتقول غوما يعقوب "بعد حرب 2014 بدا أن إسرائيل تعلمت الدرس وأدركت أنه لا يمكن ترك سكان الغلاف لتدبر أمورهم بأنفسهم أثناء عملية عسكرية أو حرب". وأضافت في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) طلب من كل مجلس إقليمي إعداد خطة مفصلة والتي تضمنت العديد من الدروس بشأن الإخلاء الطوعي، مستطردة إلا أنه في جولة التوتر الحالية "لم يتم تنفيذ الخطة التي تم إعدادها منذ سنوات فحسب بل تفاجأ سكان الغلاف بسماع وزير الدفاع بني غانتس يعلن أنه لن يتم تطبيقها في المستقبل أيضًا". ووفقا لغوما يعقوب فإن حوالي 400 من سكان نير عوز بغلاف غزة سافروا إلى مدن الشمال منذ بدء التصعيد على نفقتهم الخاصة ولم يتلقوا حتى الدعم أو التعويض الكافي. وتقول "لقد سخروا منا، في هذه اللحظة عشية عيد الأسابيع، تغادر مجموعة من 40 عائلة من نير عوز متوجهة إلى كاليا بالقرب من البحر الميت وهي المستوطنة التي كان من المفترض أن يخلوا إليها وفقًا للخطة المنظمة". وبحسب غوما يعقوب، فأن مجلس نير عوز دعم سكانه في الليالي الثلاث الأولى من التصعيد فقط، مشيرة إلى أنه من المفترض أن تدعم الدولة 250 شيقلا في الليلة لكل شخص بالغ، و70 شيقلا لكل طفل. الإخلاء الذاتي يكلف الكثير من المال، ولن يعوضنا أحد مصاريف الوقود لآلاف الأميال التي نسافرها، بالإضافة إلى الطعام والشراء وقضاء بعض الليالي في الفنادق على حسب قول غوما يعقوب. وشهدت بعض المدن الجنوبية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية حالة من النزوح الجماعي إلى الشمال بفعل الصواريخ التي تطلقها الفصائل المسلحة من قطاع غزة. ويقول مائير الذي غادر هو وعائلته من أسدود التي تعرضت لعشرات الصواريخ من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ بدء التصعيد إلى الجليل "لقد خرجت على نفقتي الخاصة لأحمي عائلتي من الصواريخ". وأضاف في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لو انتظرت حتى تقوم الحكومة بإخلائنا لربما كنت الآن أنا وأطفالي في عداد الأموات".
مشاركة :