أنقرة، بغداد - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تصاعدت المواجهة الأمنية والسياسية بين الحكومة التركية والأكراد، بعد أسبوع على إعلان انضمام أنقرة الى الحملة ضد الارهابيين إثر الهجوم الانتحاري في مدينة سوروتش (جنوب شرق) والذي حصد 32 قتيلاً من الناشطين في القضية التركية. في الوقت نفسه أجرى وفد رفيع من وزارة الخارجية التركية أمس محادثات مع القيادات في إقليم كردستان لإطلاعها على تفاصيل العملية العسكرية ضد حزب «العمال» وتنظيم «داعش». وذكر أن أنقرة اشترطت إلقاء المقاتلين الأكراد السلاح، شرطاً للعودة إلى عملية السلام وأنها طلبت من رئيس أقليم كردستان مسعود بارزاني ابلاغ حزب أوجلان بشروطها لوقف الغارات. (للمزيد). وتزامن وصول الوفد إلى أربيل مع إغارة الطائرات التركية على أهداف حدودية في قضاء العمادية، شمال محافظة دهوك، بعد ساعات من غارات مماثلة وصفت بأنها «الأعنف» منذ انطلاق العملية العسكرية الأسبوع الماضي. ورداً على غارات جديدة شنتها طائرات «أف 16» تركية على مواقع لحزب العمال الكردستاني داخل البلاد وفي معقل هيئة أركانه بجبال شمال العراق، كمَن عناصر»الكردستاني» لدورية للجيش التركي في منطقة شرناق المحاذية للحدود مع سورية والعراق، وقتلوا ثلاثة جنود. كما قتِل شرطي ومدني برصاص أطلقه مجهولون عليهما خلال جلوسهما أمام مقهى في مدينة تشينار (جنوب شرق) ذات الغالبية الكردية. ومع استمرار مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة المحافظة رئيس حزب «الشعوب الديموقراطية» المؤيد للأكراد، صلاح الدين دميرطاش، واتهامه بـ «تهديد الأمن القومي» لرفضه إدانة حزب العمال الكردستاني، أعلن دميرطاش أن «الحملة العسكرية التركية مجرد استعراض ضد داعش الذي لا يتعرض لأضرار حقيقية ولا يشعر بضغط خطير، فيما هدفها الحقيقي هو منع وحدة أراضي الأكراد في سورية». واستهدفت ثلاث غارات تركية فقط مواقع تنظيم «داعش» في سورية منذ 25 الشهر الجاري، في مقابل غارات يومية على مواقع الكردستاني». واعتبر دميرطاش أن «أجواء الفوضى أوجدتها حكومة حزب العدالة والتنمية عن قصد تحضيراً للانتخابات المبكرة المرتقبة»، في ظل عدم إمكان تشكيل الحزب حكومة ائتلافية. وفي أربيل أفاد بيان لرئاسة الإقليم أن «الرئيس بارزاني اجتمع مع وفد برئاسة نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينر أوغلو، وبحثا في المشاركة التركية في الحرب ضد إرهابيي داعش، وتفاصيل قرار أنقرة»، وأبلغ الوفد إلى بارزاني أن «الهدف تدمير داعش وإيصال المساعدات إلى النازحين (السوريين) وإعادتهم إلى مناطقهم، وأن أنقرة تنظر إلى الإقليم بأهمية بالغة باعتباره يشكل عامل استقرار للمنطقة، وعلى هذا الأساس ستواصل تطوير العلاقات معه». وأضاف البيان نقلاً عن المسؤول التركي إن «الفرص متاحة أمام الجميع للمشاركة في العملية السياسية وفقاً للمعايير والمبادئ الديموقراطية بعيداً من منطق ولغة السلاح»، وزاد أن «تركيا متمسكة بهذا المبدأ، ويشكل الشرط الأساس لعملية السلام». في المقابل قال بارزاني إن «المشاركة التركية في الحرب على داعش سيكون لها تأثير حاسم، لكن الحرب على حزب العمال لن تكون ذات جدوى، وعلى الطرفين التفاوض». وعقد نائب وزير الخارجية التركي أمس اجتماعين منفصلين مع قيادة حزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، وحركة «التغيير»، وأعلن القيادي في «الاتحاد» حاكم قادر أن الحزب «طالب الوفد بوقف الحكومة التركية عمليات القصف الجارية في مناطق الإقليم الحدودية، واعتماد الحوار لتحقيق السلام». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في قطاع النفط تأكيده «استئناف الضخ عبر خط الأنابيب إلى مرفأ جيهان التركي، وذلك بعد ساعات من التعطيل إثر تعرضه لهجوم وصفته الحكومة التركية بأنه «تخريبي نفذه إرهابيون»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد، وقد أعلن الجناح العسكري لحزب «العمال» مسؤوليته عن الهجوم.
مشاركة :