تغييريون أو حمقى

  • 11/12/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

•• قلت قبل هذه المرة.. •• إن هناك ثلاث فئات من الناس تطالب بالإصلاح وتصحيح الأوضاع، وإن لكل منها مبرراتها.. ودوافعها.. ورؤاها.. •• وأقول اليوم مجددا.. •• إن الوقت قد حان.. لكي نفحص هؤلاء جيدا.. ونتخذ قرارنا كمواطنين نحوهم.. •• الفئة الأولى: فئة صادقة ومخلصة وراغبة في أن ترى كل شيء في هذا البلد على أحسن ما يرام.. •• بعض هذه الفئة صامت.. والبعض الآخر يتحدث.. ويعبر بطرق مختلفة وبصورة موضوعية وعلمية وأمينة وصادقة.. وهؤلاء لا يملك الإنسان إلا أن يحترمهم.. ويقدر ما يقومون به في أطره الطبيعية والشرعية والبناءة.. •• أما الفئة الثانية: فإنها فئة متحمسة.. ومندفعة.. وتتصرف بعفوية.. وضمن رؤية محدودة.. تغلب عليها العاطفة ويسيطر عليها الانفعال.. وقد يقودها ذلك إلى ارتكاب بعض الأخطاء بحق نفسها.. أو مجتمعها.. أو بحق فكرة الإصلاح نفسها.. •• لكن الفئة الثالثة: تنقسم إلى فئتين وإن اشتركت في صفة واحدة هي إحداث تغيير جوهري.. لمجرد التغيير.. بصرف النظر عن خطورة مثل هذه الدعوة وذلك المسعى على أمن وسلامة البلاد ومصلحة المواطن ومستقبل الأجيال.. وتمثل الفئة الأولى من هذه الجماعة التغييرية بعض المخترقين من الخارج.. سياسيا.. أو فكريا.. أو أمنيا.. ولذلك فإن طروحاتهم.. وممارساتهم.. هي انعكاس لمؤشرات هدفها الأساسي هو الزج بهذه البلاد في متاهة الفوضى العارمة.. وإن كان ذلك لم يكن جزءا من إدراكهم البسيط والمتواضع.. أما الفئة الثانية: فإنها تمثل فصيلا له مشكلة مع هذه الدولة.. أو مع فصيل من هذا المجتمع.. أو مع نفسه.. لأنه لا يرى الإصلاح إلا من زاوية آرائه وأفكاره وقناعاته.. بحكم ارتهانه لسلسلة تجاربه وتراكماته الشخصية.. وإن تصور أنه صاحب حق.. وأن ما يراه هو الأفضل باستمرار.. *** •• وباختصار شديد أقول: •• إن الوطن بحاجة إلى كل فرد فيه.. بحاجة إلى عقله.. ووعيه.. ونضجه.. وإلى بصيرته.. لأنه لا العاطفة تقود إلى الأفضل دائما ولا الضعف والاستجابة للمؤثرات الخارجية.. ولا الارتهان للمعاناة الشخصية تحقق المصلحة العليا للبلد، وبالتالي فإنه لابد أن نتفق على ضرورة تقدير الأضرار قبل الفوائد.. وأن نحسن وسائل العمل والتصرف أو حتى التفكير وفقا لمنطق المصلحة الوطنية العليا الحقيقية التي لا يدركها سوى العقل الراجح والأمين.. وإلا فإننا نعرض أنفسنا وبلدنا للمكروه.. وذلك ليس إصلاحا على الإطلاق.. ضمير مستتر: •• من السهل أن تدمر وطنا.. ولكن الأكثر سهولة من ذلك أن تحميه بإخلاصك له.

مشاركة :