تتعالى الأصوات هذه الأيام بين مؤيد للتصويت في انتخابات مجلس الأمة المقبلة وبين رافض وممتنع، وأصبح الناخب في حيرة من أمره!فهناك أصوات تنادي بالمشاركة في انتخاب ممثليهم في المجلس، وأخرى تنادي بالعزوف عن المشاركة نظراً لما رأوه من فساد صادم وأداء مخيّب للآمال وتردٍ في أحوال البلد، ولايخفى ذلك على عاقل، لكن هل الامتناع هو الحل؟!وهل بذلك تنصلح الحال؟!قطعاً لا، فإن امتنع كل مرشح إصلاحي عن الترشح وامتنع كل ناخب أمين عن التصويت، فمن الممكن بل من المرجح أن ينجح بعض الفاسدين، وقد تتكرّر بعض الوجوه في المجلس القادم، وتتكرّر معها أربع سنوات أخرى من (التحلطم) والشكوى والتذمّر من أداء المجلس والحكومة!أغلبنا ينتقد الفساد والإفساد ويود الإصلاح وإنقاذ البلد، وإن لم نرفع صوتنا عالياً في وجه هذا الفساد فلا يحق لنا أن ننتقده ولو همساً!والتنازل عن حقنا في اختيار ممثلي الأمة... خيانة للبلد وللأمة، فأحياناً يكون الصمت خيانة والصوت العالي حقاً!وكخطوة نحو الإصلاح - وحتى لا نفسح المجال للفاسدين والمرتزقة والقبيضة وسارقي الوطن - يجب علينا ألّا ندير ظهورنا للعملية الانتخابية وألّا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام، ونحاول بكل صوت أمين أن نؤدي الأمانة لوطن نحبه، ومَنْ يحب وطنه لا يعود وينتخب مَنْ أفسد فيه وسرقه ودمره.مَنْ يحب وطنه (يفزع) له، لا للقبيلة وللطائفة وللمصلحة الخاصة، فقد آن الأوان يا أبناء الوطن أن تنتفضوا للكويت.انتخبوا مَنْ تشهدوا أفعاله لا كلامه على حب الكويت، مَنْ لم تتغير مبادئه ومواقفه قبل وبعد دخوله مجلس الأمة، انتخبوا مَنْ لم تظهر عليه علامات الثراء (المفاجئ)! مَنْ لم يساوم على الكويت.انتخبوا مَنْ يرد عليكم بنفسه ويستمع لشكواكم ويحاول أن ينصفكم، انتخبوا الصالح الصادق الأمين، انتخبوا مَنْ لم يهُن عليه الوطن!لتفرح الكويت بعرس ديموقراطي (حقيقي)، وحتى لا يأتي يوم تبكون فيه كالنساء على وطن لم تحموه كالرجال! انستغرام @amwaaajتويتر @القلم الحر
مشاركة :