مقاربة علاجية مزدوجة واعدة لسرطان البنكرياس

  • 9/22/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد تكون معالجة سرطان البنكرياس ممكنة عبر استعمال دواء يجعل الخلايا السرطانية تتكل على مصدر واحد للطاقة، فضلا عن دواء آخر يتولى تجريدها من ذلك المصدر. تبدو هذه المقاربة واعدة بعدما اختبرتها دراسة جديدة بنجاح على خلايا من سرطان البنكرياس وعلى نماذج من الفئران في المختبر. يعمل الباحثون الذين قادوا الدراسة في مركز «لينبرغر» الشامل للسرطان في جامعة «نورث كارولاينا» في «تشابل هيل»، ويأملون أن تطرح نتائجهم خيارات جديدة لمعالجة سرطان البنكرياس الذي يحمل فرص نجاة ضئيلة. تقول المشرفة الأولى على الدراسة، كيرستين براينت، أستاذة بحثية مساعِدة في جامعة «نورث كارولاينا»، إن الوقت لا يزال مبكرا لإطلاق الاستنتاجات وثمّة حاجة إلى تكثيف العمل في هذا المجال. لا بدّ من معالجة بعض المسائل وإجراء تجارب عيادية بشريّة لقياس مستوى أمان الدواء ومدى فاعليته. لكن براينت تحافظ على تفاؤل حذر، لا سيما بعدما توصّل فريق بحثي آخر إلى استنتاج مشابه في دراسة مختلفة: «قد لا تشفي هذه المقاربة الناس من سرطان البنكرياس، لكنّها خطوة مهمة أخرى نحو زيادة الخيارات العلاجية المتاحة». سرطان البنكرياس وظاهرة الالتهام الذاتي البنكرياس عضو كبير ومسطح يقع في عمق البطن، وراء المعدة، وينتج أنزيمات وهرمونات تساهم في تسهيل هضم الطعام والسيطرة على سكر الدم. وفق «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، يُعتبر سرطان البنكرياس واحداً من أبرز 10 أمراض سرطانية شائعة تصيب الرجال والنساء معاً، كما أنه مسؤول عن 7 في المئة من مجموع حالات الوفاة المرتبطة بالسرطان تقريبا. ويصعب أن يرصد الأطباء سرطان البنكرياس في مراحله الأولى، ويشير موقع البنكرياس العميق داخل الجسم إلى صعوبة رصد الأورام والكتل خلال الفحوص الروتينية. وفي الوقت الذي تظهر الأعراض، يكون السرطان قد انتشر في معظم الحالات، مما يزيد صعوبة معالجته. وتُركز الدراسة الجديدة على ظاهرة الالتهام الذاتي. تستعمل الخلايا هذه العملية لإعادة تدوير المواد المستهلكة وإطلاق الطاقة نتيجة لذلك. وقد عمد الباحثون إلى تصميم واختبار استراتيجية لجعل خلايا سرطان البنكرياس تتكل على عملية الالتهام الذاتي باعتبارها مصدر الطاقة الأساسي، ثم أعاقوها. لقد استخدموا عنصراً محدداً لمنع الخلايا السرطانية من استعمال مصادر أخرى للطاقة، مما جعلها تتّكل بشدة على الالتهام الذاتي، ثم استعملوا عنصرا آخر لإعاقة تلك العملية أيضاً بطريقة غير مباشرة. ويوضح تشانينغ دير، الذي كان من كبار المشرفين على الدراسة، وهو أستاذ في علم الأدوية بجامعة «نورث كارولاينا» أيضا: «عند تعطيل أهم مسار للطاقة، أي عملية تحلل الغليكوجين، تبيّن أن الخلايا السرطانية تبدأ بالتدهور فعلا وتعزز عملية الالتهام الذاتي». تقوية مثبطات الالتهام الذاتي قد تتمكن الاستراتيجية التي طوّرها دير وزملاؤه من زيادة قوة مثبطات الالتهام الذاتي باعتبارها علاجا لسرطان البنكرياس. وكانت دراسات سابقة قد كشفت أن محركا أساسيا لسرطان البنكرياس يتعلّق بطفرة في جينة KRAS. لكن حين حاول الباحثون تطوير علاجات تستهدف تلك الطفرة، لم يحققوا نجاحا كبيرا. في غضون ذلك، اكتشفت دراسات أخرى أن عملية الالتهام الذاتي تنشط بدرجة إضافية في حالات سرطان البنكرياس التي تترافق مع طفرة في جينة KRAS. لكن كانت محاولات إعاقة الالتهام الذاتي بطريقة غير مباشرة، من خلال مثبّط هيدروكسي كلوروكين، مخيبة للآمال أيضا. يعتبر دير أن السبب الكامن وراء فشل التجارب التي استعملت عنصر الهيدروكسي كلوروكين يتعلّق بلجوء الخلايا السرطانية إلى مصدر آخر للطاقة: «تتعدد الخيارات التي تستطيع الخلايا السرطانية استعمالها للحصول على الطاقة، ونحن نعرف أربعة أو خمسة منها على الأقل». اختبر دير وزملاؤه بعض الأفكار على خلايا مأخوذة من بنكرياس بشري وعلى نماذج من الفئران. فاكتشفوا أن إسكات جينة KRAS زاد اتّكال الخلايا على الالتهام الذاتي، وقد نجح في «تعطيل» قدرتها على استعمال مصادر أخرى للطاقة. كانت هذه المقاربة واحدة من الطرق القادرة على إضعافها. ثم لاحظ الباحثون أنهم يستطيعون تحسين نتائجهم عبر جمع العنصر الذي يعيق الإشارات التي تطلقها جينة KRAS مع الهيدروكسي كلوروكين الذي يكبح الالتهام الذاتي. كان هذان العنصران يساعدان بعضهما البعض. وختمت براينت قائلة: «سأتابع العمل على تحسين هذا الخليط لاستعماله مستقبلا، وسأبحث عن استراتيجيات علاجية أخرى يمكن أن تفيد المصابين بسرطان البنكرياس».

مشاركة :