يعد سرطان البنكرياس أحد أنواع السرطانات التي يصعب علاجها، فالأورام الموجودة فيه لا تستجيب للعلاج المستخدم حالياً، ما دعا الباحثين إلى الاهتمام بإيجاد طريقة تعزز تلك الاستجابة، حيث إن معدل النجاة من براثن المرض متدنية تقدر بنحو 7.7% من المرضى الذين يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر. ويقول الباحثون من خلال نتائج الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة طب الطبيعة، أن التركيبة الدوائية التي أطلق عليها اختصاراًFAK قد حسنت من استجابة أورام البنكرياس للعلاج الكيماوي والمناعي لدى فئران التجارب التي تعرضت للمرض، ما جعلها تبقى على قيد الحياة فترة أطول، ويخطط الباحثون بقيادة د. ديفيد ديناردو الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة واشنطن، لتجربة تلك التركيبة الدوائية على أشخاص يعانون المرض، مع أمل أن يكون علاجاً فعالاً كما كان في حالة الفئران، ويضيف د. ديناردو قائلاً إنهم يشتبهون في أن البيئة المكونة من الألياف داخل الورم كما يحدث في حالة سرطان البنكرياس ربما تكون السبب وراء ضعف الاستجابة للعلاج المناعي الذي يكون فعالاً في حالات السرطان الأخرى، وما يجعل التركيبة الجديدة ذات فعالية أنها تتدخل في تكون النسيج الليفي في حالة مرض السرطان وبعض الأمراض الأخرى. وقام الباحثون أثناء الدراسة بإخضاع مجموعة من الفئران إلى العلاج المناعي فقط، ومجموعة خضعت للعلاج الكيماوي فقط، ومجموعة خضعت للمثبط FAK فقط، ومجموعة ادمج لها العلاج الكيماوي مع المثبط، ومجموعة أدمج لها العلاج المناعي مع المثبط، ومجموعة أدمج لها الـ3 أنواع من العلاج مع بعضها بعضاً؛ ووجد أن مجموعة الفئران التي عولجت بخلط العلاج المناعي مع المثبط تحسنت الاستجابة لديها، أما المجموعة التي عولجت بخلط العلاجات الـ3 فقد أظهرت تحسناً أكبر في ما يتعلق بالاستجابة وزادت فترة بقائها على قيد الحياة، كما لم يظهر نمو زائد للورم لديها؛ وبناءً على تلك النتائج يقترح العلماء أن دمج المثبط مع العلاجين الكيماوي والمناعي يمكن أن يكون علاجاً فعالاً لمرضى سرطان البنكرياس، وبالفعل بدأت المرحلة الأولى من التجربة السريرية للعلاج الذي يقول عنه الباحثون إنه يهاجم المرض بطرق متعددة ويقضي على النسيج الليفي للورم، ما يعين خلايا المناعة والعلاج الكيماوي على القضاء على الورم.
مشاركة :