تقرير مشترك لـ "بوسطن كونسلتينج جروب" و"Google" يسلّط الضوء على أهمية اتخاذ خطوات فورية في قطاع السياحة والسفر العالمي للتكيّف والتعافي من جائحة كوفيد–19

  • 9/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كان لجائحة فيروس كوفيد-19 أثر بالغ على مختلف نواحي الحياة، وطال تأثير الأزمة العديد من القطاعات الاقتصادية، إلا أن قطاع السياحة والسفر كان له نصيب الأسد من هذه التأثيرات والتحولات. ويسلّط التقرير الجديد الذي أطلقته بوسطن كونسلتينج جروب بالتعاون مع شركة Google، اليوم، بعنوان "الإجراءات الواجب على شركات التسويق السياحي اتخاذها في ظل انتشار فيروس كوفيد-19" الضوء على التداعيات التي فرضها الوباء على قطاع السياحة والسفر العالمي ومدى تأثير ذلك على شركات التسويق السياحي. ووفقاً للتقرير المشترك، سجلت الأعمال العالمية في السياحة والسفر نمواً مستداماً على مدار العشرين عام الماضية، مع معدل نمو سنوي مركب بواقع 5%، ليبلغ 4.7 تريليون دولار في عام 2019، إلا أن الظروف التي أوجدتها جائحة كوفيد-19 والتي أدت إلى فرض قيود على حركة السفر والتنقل، وانخفاض عدد المسافرين الدوليين والرحلات التجارية حول العالم، قد تؤدي إلى خسارة 58٪ من الوظائف (190 مليون) في قطاع السياحة والسفر، الأمر الذي من شأنه تقليص مساهمة هذا القطاع الحيوي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يصل إلى 5.5 تريليون دولار (62٪). وقال بابلو مارتينيز، شريك أول ومدير مفوّض في "بوسطن كونستلنج جروب": "يمكن أن يُعزى النجاح المستمر للقطاع العالمي للسياحة والسفر في العقدين الماضيين بشكل مباشر إلى الدور الذي قامت به شركات التسويق السياحي، حيث ساهمت هذه الشركات في زيادة الطلب على السياحة والسفر من خلال الترويج للوجهات السياحية وزيادة وعي المسافرين حول عروض الوجهات الخاصة بها. إلا أن التحولات غير المتوقعة الناجمة عن أزمة كوفيد-19 فرضت تحديات كبيرة على شركات التسويق السياحي فيما يتعلق يتخطيط استراتيجياتها السياحية وتطويرها. ويهدف بحثنا الجديد مع "Google" إلى تزويد هذه الشركات برؤى حول التغيرات التي طرأت على سلوكيات المستهلكين وتوجهاتهم فيما يتعلق بالسياحة والسفر وذلك في ظل التفشي المستمر للوباء وضرورة مواكبة المتطلبات في المستقبل القريب". وقد شهدت تفضيلات المستهلكين وتوجهاتهم فيما يتعلق بالطلب على خدمات السياحة والسفر تغيرات وتحولات أدت إلى خلق حالة من عدم القدرة على التنبؤ بالمسار الذي ستسلكه أعمال شركات التسويق السياحي، حيث تظهر عمليات البحث على محرك "جوجل" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن طلبات "إلغاء الرحلة" زادت بنسبة 259% في مارس 2020، مقارنة بشهر يناير 2020. في المقابل، زادت نسبة عمليات البحث ذات الصلة بالسياحة الداخلية عن 400% منذ مارس. وفي المملكة العربية السعودية، شهدت عمليات البحث المتعلقة بـ "بالسياحة الداخلية" زيادة بنسبة 40٪ خلال موسم الصيف. ومن بين أهم البلدان التي بحث عنها الأشخاص على محرك البحث "Google" في الأشهر الثلاثة الماضية المملكة العربية السعودية (بحثاً عن وجهات للسياحة الداخلية) والهند وباكستان والفلبين والإمارات العربية المتحدة. بدوره قال عبدالله العساف، مدير القطاع الحكومي في Google الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تستند التغيرات والتحولات في توجهات المستهلكين ورغبتهم بالسياحة والسفر إلى أسباب واقعية ومنطقية، وذلك مع تزايد الخوف من الإصابة بالفيروس. ولهذا السبب، لم يعد السفر بقصد الترفيه والسياحة خياراً أو أولوية. ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى السفر ضرورية، وقد تبين لنا من خلال البحث الذي أجريناه أنّ المستهلكين يصنفون السفر بداعي الترفيه على أنه أكثر الأنشطة التي يفتقدونها، ويأمل 31٪ ممن شملهم الاستبيان التخطيط للسفر بغرض الترفيه بمجرد شعورهم بالأمان الكافي للقيام بذلك".​ ومع استمرار قطاع السفر في التكيف والتأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضه الوباء، يتعين على شركات التسويق السياحي أن تكون في الطليعة والتأكد من جهوزيتها سواءً عندما تعود الأمور إلى طبيعتها ويتم استئناف عمليات السفر، أو عندما تلوح في الأفق المزيد من التحولات غير المتوقعة. ويعتبر الاستخدام الصحيح والفعال للتكنولوجيا، وخصوصاً استخدام البيانات، حجر أساس في رحلة الاستجابة للوباء. وستساهم عمليات تجميع البيانات وذكاء الأعمال وتحليلها بشكل صحيح في منح شركات التسويق السياحي فرصة الحصول على رؤى قابلة للتنفيذ في بيئة السفر السريعة التغير. ومن هذا المنطلق، يمكن لهذه الشركات البدء في التخطيط على المدى الطويل من خلال اتباع ثلاثة أنشطة رئيسة: 1- تطوير المنتجات والخدمات: إعداد ونشر دليل إرشادي حول المنتجات والخدمات الجديدة ومعايير الصحة والسلامة والأنظمة واللوائح والتدابير التشغيلية. 2- إشراك أصحاب المصلحة: إبلاغ أصحاب المصلحة (بما في ذلك الحكومات ومسؤولي الرعاية الصحية ومكاتب ووكالات السفر) برسائل اتصال موحدة وتعزيز التعاون معهم لصياغة معايير السفر والسلامة العامة. 3- التسويق: إعادة تخصيص الإنفاق التسويقي وفقاً لكل قناة وتوجيه رسائل الحملات وتوقيتها. وتمهيداً للخطوة الفورية القادمة التي يجب على شركات التسويق السياحي اتخاذها، طورت كل من "بوسطن كونسلتينج جروب" و"Google" منهجاً من خمس خطوات لتوجيه شركات التسويق السياحي للتكيف مع الاتجاهات المتغيرة التي يشهدها القطاع: • إعادة تقييم الخدمات والمنتجات والمميزات الفريدة التي تقدّمها في ضوء التحول الحاصل في تفضيلات المسافرين واحتياجاتهم واهتماماتهم. • طمأنة المسافرين بشأن إجراءات السلامة أثناء السفر إلى وجهتهم المختارة من خلال معالجة مخاوفهم المتعلقة بالصحة والسلامة. • رفع مستوى وعي المسافرين حول متطلبات السفر إلى وجهة محددة، بما في ذلك تدابير السلامة الإضافية وأنظمة الحكومة المحلية. • إزالة العقبات التي تحول دون إتمام طلبات السفر من خلال بيان عوامل السفر مع مراعاة تدابير الصحة والسلامة العامة. • إنعاش الإنفاق في الاقتصاد المحلي من خلال دعم السياحة. يعتبر استشراف المستقبل والتخطيط له بعد جائحة كوفيد-19 أمراً ضرورياً لشركات التسويق السياحي، ومع اتجاه العالم للدخول في مرحلة التعافي من الأزمة، فإن تركيز الجهود على تعزيز التكنولوجيا وجمع البيانات باستخدام النهج الذي ذكرناه آنفاً، سيكون مفيداً ويعود بنتائج إيجابية على قطاع السياحة والسفر على المدى الطويل.

مشاركة :