العمل عن بعد ينعش تطبيقات «الفطام الإلكتروني»

  • 9/23/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ظلّ انتشار أسلوب العمل من بعد، ازدادت التواصلات الإلكترونية، من اتصالات ورسائل وبلاغات، ما انعكس إيجاباً على تطبيقات «الفطام الإلكتروني»، غير أن هذه الظاهرة تحمل في طيّاتها مفارقة كبيرة.ويتصدّر تطبيق «فورست» التايواني قائمة البرمجيات مدفوعة الثمن في متجر «أبل»، وقد تمّ تحميله أكثر من 40 مليون مرّة حول العالم.وهو يقوم على المبدأ المعروف بـ«جايميفيكايشن» القاضي «باستخدام آلية اللعب لحثّ المستخدمين رقمياً»، بحسب ما يقول شاوكان بي مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي.وتُزرع بذرة افتراضياً وتنمو لتصبح شجرة إذا ما قاوم المستخدم إغراءات استخدام الهاتف خلال فترة محدّدة من الوقت.ويصرّح شاوكان بي بأن «فورست شهدت ارتفاعاً في عدد التحميلات بواقع ثلاثة ملايين مرة نتيجة أزمة كوفيد»، موضحاً «سجّلنا ارتفاعاً بنسبة 120 % في النصف الأول من العام مقارنة بالفترة عينها من العام السابق. وارتفع رقم أعمالنا بواقع 60 %».وهي أيضاً حال «جوجل» مع أداة «الرفاه الرقمي» التي شهدت «ارتفاعاً شديداً في عدد مستخدميها النشطين منذ بداية الأزمة»، بحسب ما تؤكد روز لا بريري مديرة المنتجات في «جوجل»، لوكالة فرانس برس.والأمر سيّان بالنسبة إلى «فوكوس كيبير»، وهو تطبيق كوري قائم على تقنية «بومودورو» لإدارة الوقت مع دورات من أربع فترات عمل مدّتها 25 دقيقة تتخلّلها استراحة لخمس دقائق.فقد ارتفعت معدلات التحميل والاستخدام بـ60 %، وفق شانجوون كيم، المدير التنفيذي لشركة «بيكسو إنك» المطوّرة للتطبيق.وتقوم هذه التطبيقات عادة على النهج الاقتصادي المعروف بـ«فريميوم»، أي أن نسختها الأساسية تُحمّل بالمجان، لكن ينبغي للمستخدمين الدفع للاستفادة من مزيد من الخاصيات. سوق الرفاه الرقمي يقول أوليفييه إرتزشيد، الأستاذ الباحث في علوم المعلوماتية في جامعة نانت في فرنسا «عندما بدأ الناس يعون أن كبار المشغّلين الرقميين يستحوذون على انتباههم، ما يؤدّي إلى أشكال من التخبّل بالشاشة... ظهرت فكرة جني الأرباح من هذه القدرة على التركيز».وفي مايو/ أيار 2016، نشر تريستان هاريس، المهندس السابق في «جوجل»، مقالاً على منصّة «ميديوم» تحت عنوان «كيف تقرصن التكنولوجيا فكر الناس» استعرض فيه آليات اقتصاد الانتباه التي شارك في تصميمها.ويصرّح إرتزشيد «أدرك الناس أن مهمة المصمّمين تقضي بزيادة الإدمان على الشاشات بواسطة استراتيجيات إقناع مستقاة من علم النفس الإدراكي».ويتطرّق إيف سيتون الذي يشارك في إدارة مجلّة «مولتيتود» وهو قد أشرف على كتاب «بور أون إيكولوجي دو لاتاسيون» (من أجل بيئة انتباه سليمة) إلى مفهوم «الأمر الذي ليس في وسعنا أن نغضّ الطرف عنه» لشرح طريقة عمل البلاغات وغيرها من الإخطارات الرقمية.وكما الحال مع صفّارة إنذار، يدفعنا الإشعار إلى الاطلاع على محتوى هاتفنا الذكي، لا سيّما وأن الإخطارات الرقمية مكيّفة بحسب الحاجات، ما يزيد من قدرتها على جذب انتباهنا.ويحذّر سيتون مما يسمّيه «سوق الرفاه الرقمي التي تحوّل انتباهنا إلى سلعة يتاجر بها... ولا يطال هذا التسليع انتباهنا فحسب، بل أيضاً حماية هذا الانتباه».ويشكّل العمل من بعد فرصة لاختبار قدرتنا على التحكّم ذاتيا في الأمور التي تخوّلنا مثلاً «تأجيل بعض الأمور للتركيز أكثر على مهمّة معيّنة»، بحسب ما تقول عالمة النفس ماري-إيلين ماري. (أ ف ب)

مشاركة :