( أرحلت قارئة الحرف ….) رثاء في المعلمة ليلى علي موسى عكور بمدرسة جمانة الهاشمية بقرية شعب الذيب التي وافتها المنية صباح هذا اليوم متأثرة بفيروس كورونا . رحابة صدرِ ومعلم أول … خطت بيدها الثابتة الألف والباء … وكتبت بالطبشورة والقلم أحرف الهجاء… رسمت خُطًا ثابتة لطالبتها الصغيرة ذات الست سنوات .. أمٌ حنون وقلب عطوف .. فكرٌ عاصر التطوير دون ملل أو تسويف . احتضنت تعاميم الوزارة بإدراك … وأدارت أنظمتها بوعي وعقل وإنصاف … قفزت للتقدم وكانت أول من ضربت بأناملها على لوحة الكيبورد … لتنتقل من التقليدي إلى العالم التقني بإتقان … برعت في المعارف وتلتها نور …. كانت خاصرة الموقف في كل حين … ثبتت في طابور الصباح كجبل أحد … لم تزعجها يومًا ضوضاء الصغار … تمسح لتلك و تنظف أخرى … وما اشتكت من صغيرة ذات يوم . رباااااه ما أروعها في مذاهب الإنسانية… مدرسة بحد ذاتها ننزف من قولها الحِكم السديدة والرأي الصواب … ونتعلم من قبولها للأعمال معنى حُب العمل … قسما أنها عظيمة … حين ابتسمت رغم العناء . وحين تقبلت الأعمال دون ضجر … تشبهُ الأم في الأسرة لكافة منسوبات المدرسة … تطبطب على تلك وتحن على تلك … ودائما تسبقنا بسؤال ( مالك ) ولكن لسؤالها نبرة مختلفة جدا … دائما كانت تصوغ لنا جملة أنا بكم بخير … ولم تدري أنها هي الخير بيننا … راااائعة هي حين روضت المنظومة بفكر ثابت لصالح المدرسة … ( كانت وطن ) ما خاضت في عمل إلا حصدت ١٠٠% وما دخلت في نقاش إلا وضع لها جميع الأطراف رقابهم حُبا وتقديرًا واحترام … لرأيها الثاقب وبصيرتها الصادقة … في مثل هذا اليوم كانت أول من ينشد سارعي … وأكثر من تنجز للوطن بحب وإخلاص … هي عماد أسرتها وعمودها الفقري … وهي منبع الأمان المدرسي وسر اكتمال منظومتها …. ( كانت وستظل … فخر ) أطفئ السراج …💔 في صباح هذا اليوم ناحت الدنيا بكاء … وهبطت الأجسام القوية حسرة على ركبهم من هو الخبر … أطفئ فعلا السراج … قاصمة ظهر … وغصة قلب وفراق كسر ظهر منسوبات جمانة الهاشمية … بل انهدت قلوب طالباتها التي قد عملت معهن بجد حتى استطاعت زرع الأثر في كل مجال … فتلك معلمة وأخرى طبيبة وتلك تواكب التعليم بثوب جديد …. في صباح اليوم تجاوزت فاجعة الخبر حب الوطن … وتجاوز صوت البكاء نشيد الوطن … رحم الله روحك ( ليلى عكور ) رحم الله قلبك الصادق المحب … رحم الله حضورك المختلف وغيابك المخيف … اللهم إنها ذات أثر عميق صادق … اللهم إنها أم ومربية وحياة … اللهم إنها سيدة من سادة أهل العلم …نحبها و كسرنا فراقها … اللهم تجاوز عنها وتقبلها وأحسن إليها … اللهم كانت تحب الروائح الزكية في الدنيا من عطور و فل فعطر اللهم مرقدها واطعمها من روائح الجنة يا الله … اللهم إنها من أهل الصبر فقد علمتنا من دروس الصبر ما اشتد به عودنا … فأسكنها منازل الصابرين … اللهم إنها كريمة معطاء لم تبخل يوما فأكرمها بجنتك وحوض نبيك والنظر لوجهك الكريم … اللهم تعلم أنها نقلت الأطفال من الجهل إلى النور … فانقلها من الدنيا إلى دار السرور والحبور اللهم عوضها عوضا يرضيها يا الله اللهم ليلى في ذمتك وأنت أرحم الراحمين اللهم ألهمنا وألهم أهلها وذويها وطالباتها الصبر والسلوان … واربط اللهم على قلوبنا يا الله … رحم الله حبيبتي … ” ليلى ” بقلم فوزية العامري ….
مشاركة :