( ارحلت قارئة الحرف ....) - صحيفة الوطن نيوز

  • 9/22/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رثاء في المعلمة ليلى علي موسى عكور بمدرسة جمانة الهاشمية بقرية شعب الذيب التي وافتها المنية صباح هذا اليوم متأثرة بفيروس كورونا . رحابة صدرِ ومعلم أول ... خطت بيدها الثابتة الألف والباء ... وكتبت بالطبشورة والقلم أحرف الهجاء... رسمت خُطًا ثابتة لطالبتها الصغيرة ذات الست سنوات .. أمٌ حنون وقلب عطوف .. فكرٌ عاصر التطوير دون ملل أو تسويف . احتضنت تعاميم الوزارة بإدراك ... وأدارت أنظمتها بوعي وعقل وإنصاف ... قفزت للتقدم وكانت أول من ضربت بأناملها على لوحة الكيبورد ... لتنتقل من التقليدي إلى العالم التقني بإتقان ... برعت في المعارف وتلتها نور .... كانت خاصرة الموقف في كل حين ... ثبتت في طابور الصباح كجبل أحد ... لم تزعجها يومًا ضوضاء الصغار ... تمسح لتلك و تنظف أخرى ... وما اشتكت من صغيرة ذات يوم . رباااااه ما أروعها في مذاهب الإنسانية... مدرسة بحد ذاتها ننزف من قولها الحِكم السديدة والرأي الصواب ... ونتعلم من قبولها للأعمال معنى حُب العمل ... قسما أنها عظيمة ... حين ابتسمت رغم العناء . وحين تقبلت الأعمال دون ضجر ... تشبهُ الأم في الأسرة لكافة منسوبات المدرسة ... تطبطب على تلك وتحن على تلك ... ودائما تسبقنا بسؤال ( مالك ) ولكن لسؤالها نبرة مختلفة جدا ... دائما كانت تصوغ لنا جملة أنا بكم بخير ... ولم تدري أنها هي الخير بيننا ... راااائعة هي حين روضت المنظومة بفكر ثابت لصالح المدرسة ... ( كانت وطن ) ما خاضت في عمل إلا حصدت ١٠٠% وما دخلت في نقاش إلا وضع لها جميع الأطراف رقابهم حُبا وتقديرًا واحترام ... لرأيها الثاقب وبصيرتها الصادقة ... في مثل هذا اليوم كانت أول من ينشد سارعي ... وأكثر من تنجز للوطن بحب وإخلاص ... هي عماد أسرتها وعمودها الفقري ... وهي منبع الأمان المدرسي وسر اكتمال منظومتها .... ( كانت وستظل ... فخر ) أطفئ السراج ...💔 في صباح هذا اليوم ناحت الدنيا بكاء ... وهبطت الأجسام القوية حسرة على ركبهم من هو الخبر ... أطفئ فعلا السراج ... قاصمة ظهر ... وغصة قلب وفراق كسر ظهر منسوبات جمانة الهاشمية ... بل انهدت قلوب طالباتها التي قد عملت معهن بجد حتى استطاعت زرع الأثر في كل مجال ... فتلك معلمة وأخرى طبيبة وتلك تواكب التعليم بثوب جديد .... في صباح اليوم تجاوزت فاجعة الخبر حب الوطن ... وتجاوز صوت البكاء نشيد الوطن ... رحم الله روحك ( ليلى عكور ) رحم الله قلبك الصادق المحب ... رحم الله حضورك المختلف وغيابك المخيف ... اللهم إنها ذات أثر عميق صادق ... اللهم إنها أم ومربية وحياة ... اللهم إنها سيدة من سادة أهل العلم ...نحبها و كسرنا فراقها ... اللهم تجاوز عنها وتقبلها وأحسن إليها ... اللهم كانت تحب الروائح الزكية في الدنيا من عطور و فل فعطر اللهم مرقدها واطعمها من روائح الجنة يا الله ... اللهم إنها من أهل الصبر فقد علمتنا من دروس الصبر ما اشتد به عودنا ... فأسكنها منازل الصابرين ... اللهم إنها كريمة معطاء لم تبخل يوما فأكرمها بجنتك وحوض نبيك والنظر لوجهك الكريم ... اللهم تعلم أنها نقلت الأطفال من الجهل إلى النور ... فانقلها من الدنيا إلى دار السرور والحبور اللهم عوضها عوضا يرضيها يا الله اللهم ليلى في ذمتك وأنت أرحم الراحمين اللهم ألهمنا وألهم أهلها وذويها وطالباتها الصبر والسلوان ... واربط اللهم على قلوبنا يا الله ... رحم الله حبيبتي ... " ليلى " بقلم فوزية العامري ....

مشاركة :