في خطوة فنية نحو توثيق ملامح التراث العمراني التقليدي، وإظهار تفاصيل ومكونات العمارة التي تميزت بها ملامح الوطن العربي الممتد، واحتفاءً بالتراث المعماري العربي، يتم تنظيم المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة، خلال الفترة من 15 إلى 30 سبتمبر الجاري، برعاية المجلس الوطني لللثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، بمشاركة 220 فناناً من الدول الخليجية والعربية، من بينهم نخبة من دولة الإمارات، والذين قدموا 247 عملاً منوعاً عبر هذه المنصة الافتراضية، وجاءت هذه المشاركات لتؤكد دور هؤلاء الفنانين في صون هويتهم وثقافتهم العربية والإسلامية، حيث عرضوا من خلال اعمالهم صوراً وروى عمرانية، سواء في التجريد او الواقع، بخطوط فنية متباينة. ويستمر المعرض الافتراضي، الذي يبث على منصة على حساب إنستغرام «kwti_artist» حتى الثلاثين من الشهر الجاري، يتخلله محاضرات افتراضية حول التراث المعماري مع عدد من الباحثين في الآثار. نبض الماضي قالت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور من دولة الكويت، والمشاركة في تنظيم المعرض: التراث العمراني هو نبض الماضي وشاهد تاريخي على حضارات الشعوب، حيث تبقى هذه الآثار العمرانية لتروي حكايات وأمجاداً خلدها التاريخ وتشكل هوية من سكنوها، لتعزز هوية الإنسان الوطنية وانتماءه لأرضه وولاءه لها، فالمباني تمثل ملامح تميز المدن وتُعرف به، والوطن العربي على اختلاف بيئاته يتميز بملامح عمرانية ثرية، سواء كانت مساكن أو أسواقاً أو مواقع أثرية، وفكرة المعرض تعني بتوثيق المباني العمرانية تشكيلياً كنوع من التبادل الثقافي التشكيلي بين الدول العربية، لذا لاقى ترحيباً وتفاعلاً من الفنانين التشكيليين، فقلما نجد فناناً لم تلهمه نافذة أو تحفة ليتناولها بإبداعه ويرجمها في لوحة غاية في الجمال، تجعل من يقف أمامها يحلق بخياله مع ما تشكله من خطوط وألوان، فالفنان التشكيلي ذاكرة الوطن المرئية التي تخلد وترى ما لا يراه غيره والبلاد العربية زاخزة بالمباني التاريخية، كونها مهداً للحضارات ومهبطاً للأديان السماوية، وجديرة بالتعريف وتسليط الضوء على أهميتها لتعزز الهوية العربية، وتؤكد أواصر الأخوة بين الفنانين العرب، من هنا تم تنظيم هذا المعرض الافتراضي للاحتفاء بالتراث المعماري العربي، بمناسبة حصول المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على منحة «غيتي»، للمحافظة على المباني الحداثية، والتي خُصصت لمعلم ابراج الكويت الشهير، مع عدد من المباني في دول أخرى. حراك فني وحول تجربة الفنانين المشاركين، يقول الفنان فيصل القاسمي من دولة الامارات: جاءت المشاركة في هذه التظاهرة الفنية، التي وجدت لها طريقاً على منصة التواصل الاجتماعي في ظل الإجراءات الاحترازية، لتعزيز أهمية العمارة العربية والإسلامية، التي تعتبر جزءاً أساسياً من تاريخ وحضارة أي شعب، فهي النبع الذي ينهل منه الفنان ويستمد منه أفكاره، ليعكس جزءاً هاماً من هويته وثقافته التي يتميز بها عن غيره من الشعوب، فالمشاركة هذه تُعد ثراءً نوعياً وحراكاً فنياً مهماً، وقراءة في مكونات العمارة المحلية، مثمناً مشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين المتميزين، منهم عبدالقادر الريس، منى الخاجة، فيصل عبدالقادر، وعبيد سرور.
مشاركة :