دردشة بنت الخامسة والسبعين

  • 9/24/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي هل قرّت عينا الكوكب بعيد ميلاد منظمة الأمم المنتحبة؟ بعد حربين عالميتين تمخض العالم فولد مسرح دمى يحرّكه الأقوياء. لكنّ المتشائلين يرون أنها بدأت تثوب إلى رشدها. ليس في فيها ماء، فحين كان فيها من لا يخشون في الحق لومة لائم، كانت لها مهابة، لكن لا كالليث في الغابة، زئيره يغني عن البراثن، ورؤيته تدل على أنه طاحن. سلام عليكما يا يو ثانت وكورت فالدهايم، بعدهما صار المنكوبون في الدنيا أضيع من الأيتام، في مأدبة اللئام. الفارق الساخر، هو أن مآدب اللئام اليوم، يضرّس فيها الأيتام ويوطأون بمنسم. لكن المنظمة، مع كل مساوئها لها محاسن ما ضمّها كتاب. فهي تشبه المرآة التي تريك الواقع من دون زيادة أو نقصان. في ألبوم الصور الأخيرة من سيرتها، بدا واضحاً أن نفوذ قبضايات الأرض، لم يعد كما كان. صاروا حين يتوهمون أن دول العالم قطيع يتبعهم لا محالة، بالترغيب أو بالترهيب، يفاجأون بأن من يتبعهم: ظلهم فقط، وأن بقية البلدان انفضّت من حولهم، ربما لأنهم كانوا أفظاظاً غلاظاً. بعد سقوط الاتحاد السوفييتي طويت صفحة حذاء خروتشوف. هتف الجبابرة:«خلا لكِ الجوّ فبيضي واصفري». بعد ستالين وستاره الحديدي، خروتشوف وبلاغة النعل: «قوانينكم الدولية ع الجزمة»، بعد بريجنيف وحاجبيه اللذين يشبهان غابتي صواريخ نووية ساعة السّحَر، يأتي غورباتشوف، الذي قالت له أمّه وهو رضيع: «غرباً تشوف» متنبئة بأنه سيدير نظره نحو الغرب، وبعد بوريس «يحتسين» الذي جعل النشيد الرسمي للكرملين: «دع عنك لومي فإن اللوم إغراء..وداوني بالتي كانت هي الداءُ». بالمناسبة: ما علاقة الكرملين الروسي بالكرملين وهو ماء في جبل طيء، قال الشاعر: أتاني أنهم مَزِقون عرضي..جحاش الكرملين لها فديدُ». وصف الذين يعيّرونه بصخب الجحاش عند ورود الماء. فتوّات العالم لم يكونوا يتصورون أن بوتين سيغدو بعبع الليل والنهار في عيونهم. الأدهى عندهم هو أن يعمل بجدّ، مع الصين، على استعادة القانون الدولي مكانته واقتداره. هو يفسد عليهم فرض قانون الغاب. لهذا أوتار عود العالم في حالة صعبة، فالذين لا يعجبهم الدوزان السليم والتزام الموازين، يشدّون الأوتار حتى تتمزق، ويصبح العزف فوضى خلاّقة. لزوم ما يلزم: النتيجة السبعينية: بلغت الخامسة والسبعين، ولم تتعلم الكثير، كان العالم ينتظر الأمميّة من المنظمة، آثر القبضايات محو الأمميّة. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :