أكّدت أمال بن سعيد، مديرة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة التونسية، برمجة نحو 380 ألف جرعة من اللقاح ضد النزلة الموسمية؛ بهدف حماية الأشخاص من مضاعفات الإنفلونزا التي تؤدي أحياناً إلى الموت، وللمساعدة على تخفيف وطأة فيروس كورونا لدى من يعانون خاصة من الأمراض المزمنة.وأشارت بن سعيد إلى سعي السلطات التونسية لتوفير الجرعات الكافية من هذا اللقاح بداية من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على أن يكون مجانياً بالنسبة للمسنين والفئات الفقيرة. وتستهدف هذه الحملة المتزامنة مع الانتشار السريع للإصابات بفيروس كورونا، المسنين، والذين يعانون من أمراض مزمنة، والحوامل، والأطفال الذين يعانون من أمراض تنفسية معقدة، وغيرهم ممن ينصح بتطعيمهم ضد النزلة الموسمية.وكانت الدولة التونسية توفر سنوياً نحو 310 آلاف جرعة ضد النزلة الموسمي، غير أن كميات كبيرة كانت تبقى دون استغلال ويقع إتلافها. ونظراً لزيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا، فقد برمجت كمية إضافية بـ70 ألف جرعة.وفي السياق ذاته، أكد الدكتور حكيم الغراد، رئيس برنامج التلقيح ضد النزلة الموسمية بإدارة الرعاية الصحية الأساسية، على الأهمية المضاعفة للقاح هذه السنة؛ نظراً لتزامنه مع فيروس كورونا، مؤكداً تشابه أعراض الفيروسين، معتبراً أن اللقاح يساهم في تيسير عملية الفرز بين مصابي «كورونا» ومصابي النزلة الموسمية.في غضون ذلك، أعلنت نصاف بن علية، المنسقة الوطنية لبرنامج مكافحة «كورونا» في تونس، عن تسجيل 1219 إصابة جديدة بفيروس كورونا بتاريخ يومي 20 و21 سبتمبر (أيلول) الحالي؛ وهو ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى نحو 11260 إصابة. وأشارت بن علية في مؤتمر صحافي عقدته أمس، إلى أن عدد المصابين بالمستشفيات بلغ حد 256 حالة، أما عدد المقيمين في العناية المركزة فهو مقدر بـ76 حالة، من بينهم 26 حالة تحت أجهزة التنفس، كما ارتفع عدد حالات الوفيات بـ«كورونا» إلى 174 حالة.ونبّهت بن علية مجدداً إلى أن الحالة الوبائية لفيروس كورونا تظهر انتشاره بشكل أفقي متسارع؛ مما أدى إلى زيادة أعداد المصابين الذين يحتاجون إلى عناية طبية مشددة، داعية إلى الالتزام بالإجراءات والبروتوكولات الصحية. واعتبرت أن إغلاق الحدود مرة أخرى ليس الحل المطروح اليوم في ظل تواصل انتشار فيروس كورونا، خصوصاً أن تونس تعاني من أزمة اقتصادية حادة، بالإضافة إلى أن حالات العدوى المسجلة باتت محلية وليست وافدة من الخارج.وتوقعت اللجوء في الفترة المقبلة إلى سيناريوهات مماثلة لسيناريو منطقة الحامة من ولاية (محافظة) قابس جنوب شرقي تونس، حيث تم فرض حظر التجوال في مناطق معينة يعرف فيها المرض انتشاراً كبيراً؛ وذلك من أجل السيطرة على انتشاره وحصر الحالات، والتعاطي المبكر معها.
مشاركة :