الوطن هو الذي دائماً وأبداً نحتضن ترابه أحياءً وأمواتاً، هو بمثابة القصر الكبير الذي تستريح فيه النفس، وتأوي إليه الروح، هو الأرض الرحبة التي نحيا عليها ونموت وندفن تحت ترابها. فإن رحلت أجسادنا يوماً إلى دولة ومدينة ما فإن أرواحنا تبقى عالقة متعلقة في أوطاننا، وإن عادت الأجساد قبّلنا ترابه شوقاً وشغفاً، فالوطن ليس مجرد كلمة تُقال على المنابر أو تُكتب في الصحف والجرائد أو تُسجل في الإذاعات والشبكات، بل الوطن هو أكبر من كل ذلك. وطني الشامخ حق لنا اليوم في يومنا الوطني ولكل من يستوطن هذا الوطن المعطاء أن نفخر ونفاخر ونعتز بما تحقق من انجازات عظيمة وتاريخية تسطر وتسجل على مدى الأعوام وتحتفظ لأجيال ناشئة وأجيال قادمة، تسعون عاماً من العطاء والرخاء والإزدهار والتطوير والتنمية والأمن والأمان إلى عهدنا الزاهر وحاضرنا المشرف. تأسست وتوحدت هذه البلاد المباركة -حرسها الله- على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- منذ تسعون عاماً على كلمة التوحيد وعلى الكتاب والسنة، فأجتمع هذا الشعب العظيم بقلوبهم وأجسادهم وأرواحهم على كلمة التوحيد والحق والخير إلى يومنا هذا، فهذه نعم عظيمة وألاء جسيمة يجب علينا أن نحافظ عليها وعلى وطننا بكل ما أوتينا من قوة وأن ندافع عنه وعن قيادته وكل شبر منه، وأن ندعوا الله تعالى ان يديم علينا هذه النعم فنعمة الوطن كثير يفتقرها ونعمة القيادة المباركة الصالحة كثير يبحث عنها ونعمة الأمن والأمان والاستقرار كثير يحلم أن يعيشها، فأحمدوا الله وأشكروه وأدعوه الدوام على كل خير.
مشاركة :