بدأ ضوء خافت يظهر في النفق المظلم للأزمة الليبية، في ظل رهان ليبي على توحيد الصف والكلمة أمام التحديات، التي تواجه البلاد، وتعصف به، في ظل وجود محاولات جادة لتحديد الأخطاء والهفوات، والاستفادة منها في بلورة رؤية ناضجة، لمعالجة الأزمات الراهنة، فالمرحلة الراهنة ليست مرحلة استقطاب ومناورات ابتزازات، بل إنها مرحلة إنقاذ وطن من السقوط في الهاوية.لقد اقتنع الجميع أن التمادي في زرع الأحقاد قد أغرق الليبيين في أزمات كبيرة، وقد أدى إلى تدخل تركيا ومرتزقتها في تأجيج الفوضى بالبلاد وسد الطريق في وجـه أي تطور جاد نحـو السلام والاسـتـقرار، فعلى الليبيين أن يتمسكوا بالخيار الوطني فهو المخرج الوحيد لهم، الوطن فوق أي اعتبار ومصلحته هي مصلحة الجميع، ويمكن تجنّب المأزق في عملية المصالحة، عبر إصلاح العملية في ذاتها، بضرورة معالجة دور الجماعات المتطرفة والإرهابية، لضمان استدامة الحلول المطروحة. اللقاءات ستكون بداية لمسيرة حل سياسي كبير لليبيا، يخرجها من أوضاعها الراهنة إلى حالة من الوحدة، ولكن التدابير لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا إذا أصبحت مشروعاً عاماً تؤمن به كل الأطراف، على الجميع أن يتنازلوا وأن يتخلوا عن رغباتهم الآنية، وأن يركزوا جل اهتمامهم على المصالحة والتأسيس لعهدٍ جديد بمنأى عن الإرادات الخارجية، من أجل إنقاذ الليبيين من حالة الإحباط واليأس، التي تحطمهم يوماً بعد يوم. إن الحاجة أصبحت ماسة ومُلحّة للبحث عن حلول حقيقية، تجسد التوافق الوطني باتفاق على حكومة قوية متماسكة قادرة على تبنى المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، حكومة قادرة على تفكيك الميليشيات وحلها، حكومة تبسط نفوذها على كامل أنحاء البلاد، لا ترسم الوضع بألوان وردية، بل تكشف القصور وتواجه بالتنسيق مع الجيش المؤامرات التركية، التي جعلت أرض عمر المختار أسيرة لخلافات داخلية أسهمت في تراكم الأخطاء وتزايد الأحقاد.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :