بغداد - أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء، تورط فصائل من الحشد الشعبي، في عمليات القصف الصاروخي والاغتيالات في البلاد. وقال الصدر في رسالة إلى "المجاهدين في الحشد الشعبي" "اعلموا أن ما تقوم به بعض الفصائل المنتمية (لم يسمها) لهذا العنوان الكبير (الحشد الشعبي) فيه إضعاف للعراق وشعبه ودولته". وأضاف الصدر "ما يحدث من قصف واغتيالات من بعض المنتمين لكم وإن كنتم غير راضين عنه، إلا أن هذا لا يكفي، بل لا بد لكم من السعي بالحكمة والتروي إلى إنهاء جعل العراق ساحة لصراع الآخرين". والحشد الشعبي مكون في الغالب من فصائل شيعية مسلحة تشكل لمحاربة "داعش" الإرهابي عام 2014، ويتبع رسميا القوات المسلحة العراقية، إلا أن بعض فصائله تخضع لأوامر قادتها المقربين من إيران. والصدر يدعم تحالف "سائرون" وهو أكبر تحالف في البرلمان (54 من أصل 329 مقعداً). وتعد رسالة الصدر أبرز تصريح من زعيم سياسي بشأن الجهة التي تقف وراء القصف الصاروخي المتكرر منذ العام الماضي ضد السفارة الأميركية ببغداد وقواعد عسكرية تضم دبلوماسيين وجنود أميركيين في إرجاء العراق. كما يحمل تصريح الصدر اتهاماً ضمنياً بوقوف بعض فصائل الحشد وراء اغتيالات تطال ناشطين في الحراك الشعبي المناهض للنخبة السياسية المتهمة بالفساد والتبعية لدول الخارج وخاصة إيران. وقال الصدر "نحن بدورنا نجدد المطالبة بعدم التدخل بشؤون العراق الداخلية من جميع الأطراف كما نؤكد على السلمية في شتى التعاملات فما عاد العراق يتحمل المزيد من العنف والحروب والصدامات والصراعات السياسية والشغب". وعبّر زعيم "التيار الصدري" في 18 سبتمبر، عن رفضه لعمليات استهداف البعثات الأجنبية في البلاد، إثر تصاعدها خلال الأسابيع الماضية. وقال الصدر في تغريدة على "تويتر" "لا أجد من المصلحة إدخال العراق في نفق مظلم وفي أتون العنف". وأضاف "لا أجد من المصلحة استهداف المقرات الثقافية والدبلوماسية. غاية الأمر يمكن إتباع السبل السياسية والبرلمانية لإنهاء الاحتلال ومنع تدخلاتهم، وإن استهداف البعثات الأجنبية يعرّض العراق وشعبه للخطر المحدق". يُذكر أنه في الأسابيع القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية وقوات ومصالح دول أخرى في التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، إذا باتت الهجمات تقع بصورة شبه يومية. وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، بينها "حزب الله"، بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف سفارتها وقواعدها العسكرية التي ينتشر فيها الجنود الأمريكيون في العراق بين الحين والآخر. ويعتبر فصيل حزب الله العراقي الذي تعرض زعيمه أبو موسي المهندس للاغتيال قبل أشهر من قبل الجيش الأميركي أثناء وجوده مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد من أكثر الفصائل قربا لطهران. وتتهم قوى سياسية عراقية ونشطاء من الحراك الشعبي ميليشيات موالية لإيران باختطاف وتعذيب محتجين وإيداعهم في سجون سرية والتورط في إطلاق النار على المتظاهرين. وكان رئيس الوزراء قد وعد بمحاسبة قتلة المتظاهرين وقام بجولات تفقدية مفاجئة لعدد من السجون للتأكد ما إذا كانت تضم معتقلين من الحراك الشعبي. وفي 7 يوليو الماضي، أعلن القضاء العراقي، تشكيل هيئة تحقيق مختصة بالنظر في جرائم الاغتيالات، بعد ساعات من اغتيال خبير شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي. ويعد الصدر من أشد المناوئين للوجود العسكري الأمريكي في العراق، إلا أنه يرفض اللجوء إلى العنف لإخراجها من البلاد.
مشاركة :