دعا زعماء العالم إلى بذل جهود جماعية لمواجهة التحديات العالمية الملحة التي يفرضها تغير المناخ حيث يمر العالم بلحظة حرجة في سعيه لتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة. وقال موكجويتسي ماسيسي، رئيس بوتسوانا، يوم الخميس في المداولات العامة للدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه "في حين أن جائحة كوفيد-19 مدمرة، ضربت العالم دون وعي أو استعداد، إلا أن تغير المناخ ظاهرة ندركها جيدا ويمكن أن نخفف من تداعياتها". وقال أمام الجمعية: "لقد أعلنا منذ فترة طويلة أن تغير المناخ يشكل تهديدا وجوديا، والتزمنا بكبح دماره السريع"، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي مضاعفة الجهود للتخفيف من آثاره السلبية. كما دعا ماسيسي الدول إلى إيلاء أهمية كبيرة للعمل المناخي. وقالت الرئيسة الإستونية كرستي كالغولايد إن الحلول الرقمية يمكن أن تخدم مكافحة تغير المناخ وتساعد في تأمين عالم أكثر مرونة واستدامة. وأضافت كالغولايد في المداولات العامة أن "الشبكات الذكية، ومواءمة إمدادات الطاقة مع الطلب، وتطوير حلول رقمية لذلك، هو جزء كبير من الاقتصاد المقبل المحايد لثاني أكسيد الكربون". وتابعت: "يجب أن نوازن ذلك ليس فقط من خلال تطوير قدرات احتياطية مثل تخزين المضخات أو الهيدروجين، ولكن أيضا لتحقيق ذروة مطالب إدارة الاستهلاك الذكية". ودعا الرئيس السلوفيني بوروت باهور العالم إلى الاهتمام ومواصلة الالتزام بأهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة. وقال باهور: "إن دعوتي الشخصية لحماية البيئة عالمية ومحلية، وتستند إلى تقديم مناقشات عامة حول تغير المناخ، وإنشاء لجنة لسياسة المناخ، ودعم الحركات الشبابية"، مضيفا أن "أفضل وسيلة لمواجهة التهديدات العالمية الحالية هي التعددية الفعالة". وقال الرئيس الغامبي أداما بارو أنه "من الضروري والأكثر إلحاحا الإسراع في تنفيذ التزاماتنا العالمية بشأن تمويل التنمية واتفاق باريس بشأن تغير المناخ". وحذر رئيس تيمور الشرقية فرانسيسكو غوتيريش من أن "عدم احترام الطبيعة تسبب في تغيرات مناخية ذات تأثير سلبي على البشرية". وقال غوتيريش: "إن تدمير النظم البيئية والتنوع البيولوجي مرتبط بالأمراض الجديدة التي يعتبر كوفيد-19 مثالا عليها". وبدأت المداولات العامة لهذا العام يوم الثلاثاء تحت شعار"المستقبل الذي نصبو إليه، الأمم المتحدة التي نحتاجها: إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بالتعددية -- مواجهة كوفيد-19 من خلال عمل فعال متعدد الأطراف". ويعد تغير المناخ والتنمية المستدامة في سياق الوباء من بين القضايا الرئيسية التي تطرق إليها قادة العالم. وقال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو أمام الجمعية العامة يوم الأربعاء "يجب ألا نغفل التهديد الوجودي المستمر للبشرية وهو تغير المناخ". وقال نينيستو إن "الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جريئة وسريعة بشأن المناخ تتزايد يوما بعد يوم. ويجب أن تسود التزاماتنا إزاء اتفاق باريس. ويجب أن نضاعف جهودنا من أجل تنفيذه". وفي إشارته إلى أن تغير المناخ يمثل "أزمة وجودية أخرى لحضارتنا"، دعا الرئيس القازاقي قاسم جومارت توكاييف الدول إلى "الاتحاد حول إجراءات الأمم المتحدة الستة الإيجابية للمناخ". وقال توكاييف "لمواجهة هذه الأزمات العالمية، فإننا نحتاج إلى استعادة جو الثقة بين الدول الأعضاء وتعزيز المؤسسات المتعددة الأطراف".
مشاركة :