الموت يغيّب القائد التربوي خربوش العصيمي.. وعضو "الشورى" السابق وطلابه ينعونه - غرب الإخبــارية

  • 9/26/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غيّب الموت القائد التربوي خربوش بن حبيب العصيمي، مدير مدرسة ابتدائية شرائع المجاهدين بمكة المكرمة سابقًا، عن عمر 80 عامًا إثر تعرُّضه لنوبة قلبية وهو بين أهله، وأُديت الصلاة عليه بعد ظهر أمس الأول في المسجد الحرام، ودُفن في مقبرة الشرائع وتفصيلاً، بدأ الفقيد مسيرته التعليمية عام 1383 هـ فور تخرجه من المرحلة الابتدائية مديرًا لمدرسة شرائع المجاهدين الابتدائية، ومكث أكثر من 33 عامًا في خدمة التعليم، وهو أول قائد مدرسة في شرق مكة المكرمة، وتقاعد عام 1416 هـ، وعاصره جيل الثمانينيات والتسعينيات الهجرية من القرن الماضي، وقدم نموذجًا مثاليًّا للتربوي والقائد المدرسي المثالي، ونال العديد من شهادات التكريم والشكر والتقدير على جهوده التعليمية حتى أدى صدى ذلك لاشتهار مدرسته، وسماها الأهالي مجازًا بمدرسة "خربوش" لقوة شخصيته الإدارية حتى أصبح مستشارًا لصانع القرار في إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة آنذاك من خلال تأسيس التعليم بشرق مكة المكرمة من خلال تعيينات قائدي ووكلاء المدارس بسبب حنكته ودرايته وعلمه بالأجدر والأكفأ لإدارة دفة المدارس في زمن جيل يحتاج إلى إدارة تتمتع بشخصية تربوية قوية. وترك رحيل القائد التربوي خربوش العصيمي حالة من الحزن على طلابه الذين تبوءوا مناصب أمنية وإدارية كبيرة في الوطن في مختلف المجالات معتبرين أنهم خسروا والدهم ومربيهم الذي غرس في نفوسهم القيم والأخلاق الحميدة، حتى بعد تخرجهم من المدرسة، والتحاقهم بكثير من الوظائف. من جانبه، نعى عضو مجلس الشورى سابقًا سليمان بن عواض الزايدي المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة سابقًا، وقال: الزميل الحبيب خربوش إلى جنة الخلد {يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. وأضاف: دمعة حزن حرّى على الزميل العزيز الأستاذ الكبير خربوش بن حبيب العصيمي الذي غادر حياتنا الفانية إلى رب رؤوف رحيم، وترك لنا سيرة من أجمل سير التربويين، وأجملها، وأنقاها، وترك لنا الألم على فراقه.. فاللهم عوّضنا في الفقيد خيرًا، وعوّضه الجنة في مقعد صدق في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء. وتابع: لقد زاملت الفقيد الكبير، وعرفت فيه الكثير من النبل، وخصال الخير والصلاح، والنقاء والتقى.. قضى الفقيد كل حياته في مدرسة شرائع المجاهدين طالبًا، ومعلمًا، ومديرًا.. فكان الصادق الأمين، المربي القدوة؛ فتعلق به الآباء وأحبوه، ووثقوا في تربيته لأبنائهم، وتعلق الطلاب بأبوته؛ فكان نِعْم الموجِّه الثقة؛ فأصبحت المدرسة بيته، ومتعلق روحه وفؤاده، بل كانت كل حياته. وأكمل: كنت أفرح وأسعد عندما يزورني، أو أزوره؛ ففي كل الظروف لا تراه إلا بشوشًا، مستبشرًا، طلق المحيا، عذب الحديث وأنيسه، يدير الأمور بلطف وتروٍّ، وسعة بال. وأضاف: لم أجده يومًا ناقمًا، أو متبرمًا، أو حاقدًا، أو شاكيًا. الأمور عنده محكومة بالتيسير والتسهيل والإيثار. واستطرد: طلابه اليوم يملؤون حياتنا بالبناء، والإنتاج؛ فهم ثمرة الغرس الطيب الذي سهر عليه المربي الكبير خربوش. تــولى وأبــقى بيننا طيــب ذكره كبــــاقي ضياء الشمس حين تغيب فاللهم اغفر لعبدك، ابن عبدك، ابن أَمَتك خربوش بن حبيب، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة برحمتك يا كريم، وأجزه خير ما تجازي به عبادك المؤمنين. اللهم إنا نسألك يا كريم يا رحيم أن تعظم أجر الفقيد، وتعلي منزلته، وتعين أسرته ومحبيه على ألم الفراق، وتعوضهم فيه خيرًا. هنيئًا له قد طاب حيــــًّا وميتًا فما كان محتاجًا لتطييب أكفان واختتم بالقول: العزاء الصادق لأبناء الفقيد، ولإخوانه، ولأسرته، ولجماعته، ولطلابه، ولزملائه، ولنا جميعًا، ولكل من أصيب فيه. لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار. {إنا لله وإنا إليه راجعون

مشاركة :