غيب الموت الدكتور عبدالله إبراهيم العسكر، أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى، إثر حادث مروري في القاهرة، وسيصلى على الفقيد بعد صلاة عصر اليوم في جامع الملك خالد بأم الحمام في العاصمة الرياض، والعزاء في منزله بحي الغدير، تقاطع شارع التل مع شارع البندق. ولد الدكتور العسكر في المجمعة شمال منطقة الرياض، والده إبراهيم بن عبدالله العسكر رجل دولة، عمل في الحكومة أيام الملك عبدالعزيز، والملك سعود. وتربى الدكتور عبدالله في كنف والديه وسط ثلاثة أشقاء وأربع شقيقات، وكانت حياته- كما عبر في أحد اللقاءات، التي تحاول تسليط الضوء على جوانب من سيرته- تسير بالدفع الذاتي، فلم يكن يخطط لمستقبله آنذاك. بداية تعليمه الابتدائي من المجمعة، حيث درس مرحلة التعليم العام في المدارس الحكومية في، حيث أنهى دراسة المرحلة الابتدائية في مدرسة العزيزية عام (1382هـ/ 1962م)، ثم التحق بالمرحلة المتوسطة بمدرسة متوسطة المجمعة وأنهاها عام (1385هـ/ 1965م)، ثم المرحلة الثانوية بمدرسة ثانوية المجمعة وأنهاها عام (1389هـ/ 1969م) حيث تعد دفعته، المتخرجة ذلك العام هي الدفعة الأولى. وبعد أن أنهى الدكتور عبدالله دراسته في مراحل التعليم العام، كان يرغب في دراسة الإعلام، إلا أن عدم وجود قسم إعلام في تلك الحقبة الزمنية، ولكونه خريج ثانوية عامة (أدبي) لم يكن أمامه إلا خياران كلية الآداب والتجارة أو التربية. التحق الدكتور عبدالله بكلية الآداب في جامعة الرياض، إلا أنه بعد مرور مدة وجيزة قُطعت المكافأة المالية التي كانت تُمنح لطلاب الكلية، وكان الدكتور العسكر لا يريد أن يثقل على والده ماليا وإكمال الدراسة دون مكافأة، ولكونه من الأساس يرغب في دراسة الصحافة، في وقت كانت الدولة تبعث الطلاب النابهين إلى دول عدة. اعتمد نظام الدراسة في كلية التربية على سنة أولى عامة، ثم دراسة تخصصين رئيسي وفرعي، فاختار الدكتور العسكر تخصص التاريخ تخصصا رئيسيا، واختار اللغة الإنجليزية تخصصا فرعيا، واجتاز الدكتور مراحل كلية التربية وحصل على البكالوريوس في التاريخ والتربية عام (1394هـ/ 1974م). وبعد أن أنهى الدكتور العسكر مرحلة البكالوريوس عمل معلما في وزارة المعارف في متوسطة ابن زيدون في حي الوشام بمدينة الرياض لمدة عام، ثم عُين معيدا في جامعة الرياض جامعة الملك سعود حاليا بعدها أرسلته الجامعة لإكمال دراساته العليا في الخارج. ابتعث الدكتور العسكر إلى أمريكا لدراسة التاريخ، والتحق بدراسة اللغة الانجليزية في لوس انجلوس واجتازها، ثم التحق بجامعة كاليفورنيا (UCLA) بلوس انجلوس ودرس الماجستير في جامعة كاليفورنيا، وأنهى هذه المرحلة عام (1401هـ/ 1980م)، ثم عاد بعدها مرة أخرى إلى أمريكا لدراسة الدكتوراة في نفس الجامعة، وحصل على درجة الدكتوراة عام (1406هـ/ 1985م) بعد أن أجيزت أطروحته عن تاريخ اليمامة والمعنونه بـ «السياسة الإقليمية: دراسة حالة: اليمامة في القرنين السابع والسادس الميلاديين». وللدكتور عبدالله العسكر- رحمه الله- العديد من العضويات في الجمعيات، ومنها: عضو مؤسس الجمعية التاريخية السعودية، وعضو الجمعية الأثارية السعودية، وعضو اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة، وعضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، وعضو اتحاد الأثاريين العرب بالقاهرة، وعضو جمعية الشرق الأوسط في العصور الوسطى بأمريكا، وعضوية مدى الحياة في جمعية دراسات الشرق الأوسط بأمريكا، وعضو الجمعية الجغرافية الأمريكية، كذلك عضو النادي الأدبي بالرياض، وعضو الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية. وعمل الدكتور عبدالله العسكر على عدة إنجازات علمية، حيث عكف على تأليف الكتب، إذ ألف كتاب الحالة الاقتصادية عند عرب الجنوب في العصر القديم، الرياض 1972م، واشترك في تأليف كتاب أطلس التاريخ السعودي، الرياض 1998م، واشترك في تأليف المؤلفات النادرة عن المملكة والجزيرة العربية، الرياض في ذات العام، كما ألف كتاب تحقيب التاريخ الإسلامي، الرياض 2008م، وكتاب تاريخ اليمامة في صدر الإسلام محاولة للفهم وهو في الأصل اطروحته للدكتوراة صدر في طبعتين، بيروت 2012م و2014م، وكتاب البعد الثقافي في حياة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأحساء 2015م. من آخر تغريدات الفقيد عبر حسابه بموقع «تويتر» غلاف كتاب (البعد الثقافي في حياة الملك سلمان بن عبدالعزيز)
مشاركة :