أعاد اعتذار رئيس الحكومة اللبناني المكلف مصطفى أديب، عن مهمته برئاسة الحكومة، الغليان إلى الشارع اللبناني والمحتجون إلى الساحات والميادين مجددًا. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، بأن لبنانيين توافدوا الى ساحة الشهداء في وسط بيروت للتعبير عن غضبهم مما آلت إليه الأوضاع، وخصوصًا بعد اعتذار رئيس الحكومة وحيا المحتجون أديب. واعتبر المحتجون أن اعتذار أديب أثبت عدم تمسكه بالسلطة، وأن كان يعمل على الاستجابة لمطالب الشعب (اللبناني) التي رفعها منذ بدء الحراك الشعبي في 17 أكتوبر الماضي.من جانبه قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت، بعد فشل تشكيل حكومة لبنانية، إن الأحزاب السياسية ارتكبت خيانة جماعية.كان رئيس الوزراء اللبناني المكلف، مصطفى أديب، قد أعلن في وقت سابق السبت، اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد في حالة جديدة من التوتر السياسي.وأتى إعلان مصطفى أديب خلال كلمة ألقاها أمام الصحافيين، عقب اجتماعه السادس مع رئيس الجمهورية، ميشال عون، في قصر بعبدا، للتباحث بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.وصرح أديب قائلاً: «حرصًا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها ومصداقيتي، فإنني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة»، وأضاف: «تبين لي أن التوافق لم يعد قائمًا».وأردف أديب: «أتمنى لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي، وللذين سيختارونه، كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا».وتعليقًا على القرار، قال رئيس مجلس النواب، نبيه بري، زعيم حركة أمل، إن حركته متمسكة بالمبادرة الفرنسية بعد اعتذار أديب.يشار إلى أن محور الخلاف على تشكيل الحكومة الجديدة، يتمثل في مطالبة حركة أمل وحزب الله بتسمية عدد من الوزراء.من جانب آخر، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري: «مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا في العالم نموذجًا صارخًا عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية».وأوضح الحريري أن «الإصرار على إبقاء لبنان رهينة أجندات خارجية بات أمرًا يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات».من جانبه قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن اعتذار الرئيس المكلف أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير بأي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلاً، وإن تسمية الوزراء من قبل أفرقاء المجموعة الحاكمة الحالية قد أثبت فشله وأدى بالبلاد إلى ما أدى إليه. فيما، أعرب رؤساء الحكومة السابقون؛ نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، عن أسفهم على ضياع الفرصة التي أتيحت للبنان.
مشاركة :