دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بغض النظر عن مدى حرصك في انتقاء المنتجات الغذائية، من المحتمل أن تحتوي الأطعمة والمشروبات التي تتناولها على الآلاف من المواد الكيميائية المضافة، وبعضها معروف باسم عوامل اختلال الغدد الصماء، المرتبطة بالمشاكل المعرفية ومشاكل النمو، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى عند الرضع والبالغين على حدٍ سواء. ومع ذلك، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المكلفة بحماية الأطعمة من المواد الكيميائية غير الآمنة لم تقم بمهمتها التي قصدها الكونغرس الأمريكي عندما أقر تعديل المضافات الغذائية في عام 1958، وفقاً لعريضة قدمها أحد المواطنين الأمريكيين يوم الأربعاء. وقال توم نلتنر، مدير سياسة المواد الكيميائية في صندوق الدفاع عن البيئة، وأحد الموقعين الرئيسيين على العريضة: "لم تنظر إدارة الغذاء والدواء مطلقاً في التأثير الإجمالي لهذه المواد الكيميائية البالغ عددها 10,000 على صحة الأشخاص، وهو ما كان الكونغرس يسعى إليه". وقال الدكتور ليوناردو تراساندي، المؤلف المشارك لبيان سياسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول الأضرار المحتملة للمضافات الغذائية والتعبئة: "نحن نعلم أن المواد الكيميائية الاصطناعية التي تضر بالهرمونات لها ما نسميه بالتأثيرات المضافة أو التآزرية". وأوضح تراساندي أن المستويات المنخفضة من التعرض للمواد الكيميائية المختلفة يمكن أن يؤثر على معدل ذكاء الطفل، وبالتالي قدرته على التفوق في المدرسة والمساهمة في المجتمع بشكلٍ عام.التأثير التراكمي واعتاد العلماء على الاعتقاد بأن مستوى هرمون الغدة الدرقية لدى الطفل هو مهم لنمو الدماغ. وقد أظهرت الدراسات الحالية أن التحول في هرمون الغدة الدرقية للمرأة الحامل، "حتى وإن كان دقيقاً جداً ولا يظهر في الاختبار السريري"، يمكن أن يكون له عواقب على نمو الطفل في المستقبل، على حد قول تراساندي. ومن السهل على المرأة الحامل التعرض للتسمم، على سبيل المثال، من خلال تناول وجبة من الخضار العضوية المخزنة في غلاف بلاستيكي، المطبوخة على البخار في أواني طهي غير لاصقة، وشرب مياه الصنبور. ويمكن أن يحتوي الغلاف البلاستيكي على الكلور، أما عن أواني الطهي غير اللاصقة، فهي مصنوعة من مواد كيميائية تسمى مواد "بيرفلوروالكيل" و"بولي فلورو ألكيل"، وقد تحتوي الخضروات ومياه الشرب على نترات من الأسمدة، والتي غالباً ما تتسرب إلى المياه الجوفية، خاصةً في المناطق الزراعية. وجميع هذه المواد الكيميائية معروفة بأنها من مسببات اضطراب الغدد الصماء. ووجدت مراجعة للسنوات الخمس الماضية من البحث، من قبل تراساندي، العديد من الأدلة حول التأثير السلبي لمثل هذه المواد الكيميائية على صحتنا، والتي تتواجد في مبيدات الآفات الزراعية، والبلاستيك، أو المواد الأخرى المستخدمة في تصنيع حاويات الطعام التي تلامس طعامنا. وتمتد الأخطار إلى ما بعد الحمل. إذ أشارت الدكتورة مارغريت كومو، مؤلفة كتاب "عالم بلا سرطان"، وهو كتاب يستكشف التأثيرات البيئية على مخاطر الإصابة بالسرطان، إلى أن أي تأثير سلبي للمضافات الغذائية سيكون أسوأ بكثير للأطفال في أي عمر. وأوضحت كومو أن الأطفال هم دوماً الأكثر عرضة للخطر خاصةً عندما يتعلق الأمر باضطرابات الغدد الصماء، لأن الغدد الصماء والجهاز العصبي والتناسلي لديهم في طور النمو، وبالتالي فإن هذه المواد الكيميائية لها تأثير أكبر بكثير على أجسامهم الصغيرة مقارنة بالبالغين. ومن جانبها قالت الدكتورة أبارنا بولي، رئيسة مجلس الصحة البيئية التابع للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن مسؤولية إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هي تكثيف وإلغاء مسؤولية تجنب مثل هذه المخاطر من المستهلكين. وأضحت بولي أنه من المبالغ فيه مطالبة أحد الوالدين أو المرأة الحامل بشراء طريقهم للخروج بأمان من هذا النظام المربك للغاية. ووافق نلتنر من صندوق الدفاع عن البيئة على كلام بولي قائلاً: "لا يمكننا أن نتوقع أن يصبح كل شخص عالماً في الكيمياء"، مضيفاً: "نريد من إدارة الغذاء والدواء وقطاع الصناعة القيام بهذه المهمة والتفكير في هذه القضية الأساسية". وتواصلت CNN مع كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والمجلس الكيميائي الأمريكي، الذي يمثل العديد من مصنعي المنتجات الغذائية. ولم تستجب إدارة الغذاء والدواء قبل النشر. وقدم المجلس الأمريكي للكيمياء البيان التالي: "لوائح إدارة الغذاء والدواء شاملة وتستند إلى الأبحاث العلمية. بالإضافة إلى ذلك، من خلال المراقبة المستمرة للأغذية من قبل إدارة الغذاء والدواء، فإنها تضمن سلامة الإمدادات الغذائية".قد يهمك أيضاًدراسة: مواد كيميائية سامة بأغلفة الوجبات السريعة يمكن أن تسبب أمراضا خطيرةما تستطيع فعله وتقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يقوم المستهلكون بما يلي لتقليل مخاطر التعرض للإضافات الغذائية.حدد أولويات استهلاك الفاكهة والخضار الطازجة أو المجمدة عندما يكون ذلك ممكناً، و"حاول استخدام مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضار" ، بحسب ما ذكرته بولي. وتعد هذه إحدى الطرق لتقليل المخاطر في حالة تعرض نوع واحد من الفاكهة أو الخضار بشكل أكبر للإضافات الغذائية.تجنب اللحوم المصنعة وخاصة أثناء الحمل، فإن نتريت الصوديوم ونترات البوتاسيوم هي من المكونات الرئيسية في علاج اللحوملا تقم أبداً بتشغيل غسالة الصحون من أجل تنظيف أوعية من البلاستيك لأن ذلك يمكن أن يتسبب في الترشيح بحسب ما ذكرته بولي. تجنب تسخين الطعام أو المشروبات المحفوظة في حاويات من البلاستيك داخل فرن "الميكروويف" (بما في ذلك حليب الأطفال وحليب الأم الذي يتم ضخه). واستخدم بدائل للبلاستيك، مثل الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، عندما يكون ذلك ممكناً.انظر إلى رمز إعادة التدوير في الجزء السفلي من المنتجات للعثور على نوع البلاستيك، وتجنب البلاستيك الذي يحتوي على رمز إعادة التدوير 3 (phthalates) و 6 (styrene) و 7 (bisphenols) ما لم يتم تصنيف البلاستيك على أنه "ذو أساس حيوي" أو "نباتات خضراء"، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال . وتشير هذه الملصقات إلى أن البلاستيك مصنوع من الذرة ولا يحتوي على مادة "bisphenols".اغسل يديك دائماً قبل تناول الأطعمة والمشروبات، واغسل جميع الفاكهة والخضار التي لا يمكن تقشيرها. وأشارت بولي إلى أن هذه النصائح تركز بشكل خاص على المضافات الغذائية، ولا تعالج مخاوف مثل الزرنيخ في حبوب الأرز أو المبيدات الحشرية في الأطعمة. ولكن هناك نصائح سهلة يمكن للوالدين استخدامها لمعالجة هذه المشكلات أيضاً. وقالت بولي: "يمكن أن تكون الحبوب المدعمة بمثابة غذاء صحي أولًا، فقط تأكد من استخدام مجموعة متنوعة من الحبوب الكاملة. وبالنسبة للعائلات التي تتناول الكثير من الأرز، تأكد من غسل الحبوب أولاً، مما يساعد على إزالة الزرنيخ. واعلم أن الأرز البني، لأنه لا يزال بقشرته، يحتوي على زرنيخ أكثر من الأرز الأبيض". وأوضحت بولي: "خلاصة القول، أنا أفضل أن تتناول الفاكهة والخضار الطازجة، مهما كانت طريقة تخزينها، وسيكون هذا خياراً أفضل من تناول المزيد من المواد الغذائية المصنعة التي تضر بصحتك أيضاً".
مشاركة :