تنسيق غير معلن بين النظام السوري وقوات التحالف يوقف البراميل المتفجرة عن حلب

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد-متابعات: توقفت البراميل المتفجرة التي كانت ترميها المروحيات السورية، عن السقوط على محافظة حلب، بشكل شبه كلي، منذ إعلان تركيا دخولها الحرب ضد داعش قبل نحو أسبوع، وتنامي الحديث عن المنطقة الآمنة، مما يؤشر إلى تجميد قوات نظام السوري بشار الأسد طلعاتها الجوية في المنطقة، بموجب تنسيق غير معلن مع قوات التحالف الدولي. وتحولت مناطق محافظة حلب، إلى مناطق طيران عسكري لطائرات التحالف، بالتزامن مع عمليات عسكرية نفذتها القوات التركية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش، حيث نفذت طائرات التحالف ضربات ضد التنظيم في ريف حلب الشرقي، والريف الشمالي، كان آخرها الغارة الجوية التي استهدفت تنظيم جبهة النصرة في أعزاز، ليل الخميس الجمعة الماضية. وتصاعد الحديث عن تنسيق بين التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، والنظام السوري، بخصوص تجنب احتكاك بين الطائرات، وتجنب استنفار أنظمة الدفاع الجوي السورية ضد الطائرات الأميركية. وقال مدير مركز الشرق للبحوث الاستراتيجية سمير التقي بحسب صحيفة الشرق الأوسط إن هناك تنسيقًا غير مباشر بين التحالف والنظام السوري، عبر العراق وأكراد سوريا، لمنع تحرك أنظمة الدفاع الجوي السورية ضد الطائرات الأميركية، عندما تدخل المجال الجوي السوري. وشدد التقي، وهو معارض سوري وباحث سياسي، على ضرورة التفريق بين الطيران التركي والتحالف الدولي، موضحًا أن التحالف يتواصل بطريقة غير مباشرة مع النظام السوري عبر العراق والأكراد، وظهر ذلك أثناء تدخل سلاح الجو التابع للتحالف في معارك الحسكة والهجوم على مارع بريف حلب الشمالي وغيرها، حيث غابت الطائرات السورية عن الأجواء، بينما أصدر الطيران التركي إنذارات تحذيرية لأنظمة الدفاع الجوي السورية، بضرورة عدم التدخل. ونفى التقي، مستندًا إلى معلومات، أي تنسيق مع الجانب التركي، لأن هيئتي أركان البلدين لا يتواصلان، مشيرًا إلى أن أنقرة اكتفت بإصدار تحذيرات أن لا يقوم سلاح الجو السوري بأي نشاط منذ إعلان دخولها بالحرب، كما عدم استخدام أجهزة الرادار التابعة لأنظمة الدفاع الجوي. بدوره، نفى مصدر كردي بارز، أن تكون القوات الكردية نقلت معلومة عن منطقة طيران طائرات التحالف إلى النظام السوري، منعًا لاحتكاك طائرات التحالف بأنظمة الدفاع الجوي، قائلاً لـالشرق الأوسط: من الناحية الافتراضية، إذا طلب الأميركيون منا أن ننقل معلومة، سنستجيب ونمررها عبر قنوات تصل إلى النظام السوري، لأن ذلك سيكون تعبيرًا عن ثقة الأميركيين بنا، لكن حتى الآن، لا معلومات أكيدة عن تبليغنا للنظام السوري بمناطق طيران التحالف، مشيرًا إلى أنه طالما أن العراقيين يوصّلون المعلومة، فإنه لا حاجة لطرف آخر بإرسالها إلى النظام السوري. وكانت واشنطن، نفت في وقت سابق التنسيق مع النظام السوري لضرب داعش، رغم أنها لم تنفِ عبر المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، في فبراير (شباط) الماضي إمكان إبلاغ دمشق بهذه العمليات، وخصوصًا عبر العراق، كما كرر مسؤولون سوريون أو مقربون من النظام السوري. ولم يسجل أي احتكاك أو استنفار لأنظمة الدفاع الجوي السورية ضد طائرات التحالف منذ إدخال سوريا إلى نطاق عملها في سبتمبر (أيلول) الماضي، كما تتعدد المواقع التي غاب عنها سلاح الجو السوري بالتزامن مع عمليات نفذتها طائرات التحالف، وبينها غيابها عن أجواء منطقة البادية السورية ليلة سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر، في مايو (أيار) الماضي، التي تزامنت مع قيام الطائرات الأميركية بإنزال في دير الزور القريبة من البادية، حيث نجحت مجموعة عسكرية أميركية بقتل أبو سياف، القيادي في تنظيم داعش، واعتقال آخرين. ويتكرر هذا الواقع مع إعلان تركيا الدخول في الحرب على داعش، وبالتالي، توسيع نطاق العمليات ضد التنظيم إلى العمق السوري في محافظة حلب. وأعلنت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أمس، أن توقف الغارات على محافظة حلب أدى إلى انخفاض عدد الضحايا فيها بشكل كبير، إضافة إلى انخفاض عدد الضحايا الكلي في سوريا، نظرًا إلى أن حلب بقيت في صدارة المحافظات في عدد الضحايا على مدار الشهور التسعة الماضية. وبحسب التوثيق اليومي للضحايا، الذي تقوم به اللجنة السورية لحقوق الإنسان، فإن ضحايا محافظة حلب منذ يوم 24/ 7 قد انخفض إلى أرقام قياسية بالمقارنة مع المعدلات المعتادة في المحافظة خلال السنتين السابقتين، ولم يكن القصف الجوي من بين أسباب سقوط أي من الضحايا. ولم تُعلن السلطات التركية عن فرضها لمنطقة آمنة في حلب، رغم الحديث الإعلامي عنها في الأيام الماضية. ورأى سمير التقي في تصريحات لـالشرق الأوسط أن هناك إعادة ترتيب للأمور في المنطقة، مشيرًا إلى أن تركيا لديها اعتراضات على استراتيجية واشنطن، لأن الهدف الرئيس بالنسبة لأنقرة هو منع حصول كيان كردي مستقل على حدودها، معربًا عن اعتقاده أن الأتراك لن يتوقفوا عن العملية التي دخلوا فيها، لأن العملية ليس وراءها من يحكم في السلطة، بل باتت قضية وطنية، يتشارك فيها الجيش والمعارضة والمجتمع المدني مع السلطة برأي واحد، هو منع الأكراد من إنشاء إقليم على الحدود التركية.

مشاركة :