لماذا يُتابع أكثر من (مليون مُستخدم) في الانستقرام شخصية (أبو جركل) التلقائية والبسيطة، رغم أن الرجل يعيش وسط (أغنامه)، وحسابه أشبه بنقل ورصد (حياته اليومية) والحديث مع المُتابعين (بعفوية)! لنطرح السؤال بطريقة أخرى، ماذا تريد (أنت) من مُتابعة (أحدٍ ما) عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وماهي المعايير لذلك؟ هل هو الإعجاب (بالشخصية المُتابعة) وما تطرحه من أفكار أم التقليد فقط؟ هل سرعة نشر الأخبار العاجلة والحصرية له دور في ذلك؟ أم هي التسلية؟ أم النجومية والشهرة الفنية أو الرياضية.. إلخ! لا يوجد ضمن أكثر من 100 شخصية تابعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي عالمياً، أي نجم عربي سواءً كان مُطرباً أو مُغنياً أو رياضياً أو مُمثلاً، فأشهر الشخصيات العربية مُتابعة في قائمة المائة عبر تويتر، يحل فيها الشيخ محمد العريفي في المركز الـ77 عالمياً، وأحمد الشقيري في المركز الـ95، بحسب ما نشره موقع (فوربس) في الخامس من الشهر الماضي! على العكس تماماً نجد أن نجوم الغناء الأجانب يتصدرون القائمة إذا ما استثنينا (أوباما) الذي يشغل المركز الثالث عالمياً، فمن بين أشهر عشر شخصيات يتابعها العالم عبر تويتر، هناك 7 مغنيين، على رأسهم المطربة الأمريكية (كيتي بيري) وهي الأكثر مُتابعة على الإطلاق، بـ 71 مليون مُتابع، وبفرق 10 ملايين عن مغني البوب جاستن بيبر الذي يحل ثانياً، وفي القراءة نجد أن الشخصيات المُتابعة عالمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تعتمد على الطرح والأفكار، بل ما يحرك الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي عالمياً هي (العاطفة) بدليل أن نجوم الغناء هم الأكثر شهرة، يليهم المُمثلون، و يحل نجوم كرة القدم لاحقاً بـ 9 مقاعد فقط، أما العلماء والمفكرون وقادة الرأي فهم في ذيل القائمة العالمية! العرب كذلك تحركهم العاطفة عبر وسائل التواصل، بدءاً من المُتابعة والطرح، ثم المُشاركة والمُناقشة، فهل هذا خلل؟ أم تلك قواعد لعبة وسائل التواصل الاجتماعي؟! أنا لست ضد مُتابعة (أبو جركل)، وأعتقد أنه نموذج صادق يعكس (حالنا) عبر وسائل التواصل، عندما يتطفل أكثر من (مليون شخص) لمعرفة الأسرار اليومية لحياة رجل بسيط وعلاقته بشخصية (عويض) الغامضة! هل نحن نعيش مرحلة تشّكل (الشخصية العربية) عبر وسائل التواصل؟ أم نحن في حاجة مزيد من الوقت حتى تنضج الفكرة؟! وعلى دروب الخير نلتقي. مقالات أخرى للكاتب أتمنى أن نهرم سوياً ؟! حتى لا يُظلم (الشاب السعودي) ؟! طباخ الحديد! لا تكن (كريماً) عندما (تُستغفل)! عزاب و(معاريس)!
مشاركة :