رجال الأمن والأفكار الخاطئة - ناصر الحزيمي

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"صر عاقل وإلا جبت لك الشرطي" على مثل هذه المقولات يُنشئ بعض الناس أطفالهم حتى يشب الطفل عن الطوق ويتفلت منه وفي داخله موقف مرتاب من رجل الأمن، ورؤية مشوهة وننسى في خضم الحياة أن رجل الأمن هو من يوفر لنا الأمن الذي تتمناه وتسعى إليه الأمم فالأمن ممارسة حضارية مهمة للرقي العلمي والاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والسياسي.. هذه امور مسلمة يعرفها الأغلبية ولكن احيانا ننسى وبلد مثل بلادنا حرسها الله من كل سوء مترامية الأطراف لها حدود بحرية وحدود برية مع عدة دول عربية وبالرغم من هذا نجد المسافر عندنا يرحل من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب لا يشعر خلال سفره بأي خوف ولا يستشعر بأي ريبة أو وجل هذا هو الشعور الطبيعي بالأمن الذي يحاول أن يختطفه منا أغيلمة داعش وسفهاء القاعدة، هذا الشعور العزيز والنادر في بعض الدول حولنا ممن هم اخوتنا وجيراننا فمثلما اختطف الأمن في العراق مثلا يحاول الدواعش أن يختطفوه منا وهيهات لهم ذلك فدونه خرط القتاد والحمد لله أن هناك حسا دينيا وسطيا يحارب افكار داعش المتطرفة والمنحرفة كما أحمد الله أن قيض لهذه البلاد رجال تحملوا مسؤوليتهم الأمنية بكفاءة عالية.. إن من أهم المهمات في فترتنا القادمة أن نكرس ونبث الشعور الوطني والوطنية وهو من الأسلحة التي تخشاها داعش ومن سلك مسلكها الضال والمتطرف لأن وجود شعب يحب وطنه ويعمل على رقيه وتقدمه يعني عدم وجود حاضنة للفكر الضال وعدم وجود حاضنة يعني عدم وجود بؤر فاسدة وخلايا نائمة نعود الى أطفالنا وما يجب أن ننشئهم عليه من حب الوطن والولاء له في أصعب الظروف نحن نعلم أن هناك بعض من يحاول منذ مدة ليست بالقصيرة تهميش هذا الجانب وتسطيحه بسبب مفاهيم مغلوطة بحيث يجير الولاء عندهم لفكرة متطرفة أو ممارسة غير صحيحة فيمهد الطريق لأفكار داعش أو القاعدة ونحن نعلم أن داعش والقاعدة تنظيمان أمميان يحاربان بضراوة حب الوطن والانتماء إليه وهو غير وارد في حساباتهما ولو تتبعت أدبياتهما لوجدتها خالية من التوجه الوطني بل يعملان بجد على قتل الروح الوطنية وطمسها عند كوادرهما وأتباعهما والمتعاطفين معهما، فالوطن والانتماء له عندهما مجرد توجه عاطفي سطحي لا يمت للإسلام بصلة ويتغافلان بشكل متعمد عن نصوص إسلامية تحكي وقائع من حب الرسول والصحابة لوطنهم. فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : من طريق حُمَيْد، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ نَاقَتَهُ ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا». قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ: زَادَ الحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ: حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا.. وقال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح : فيه دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن، والحنين إليه. وقال الإمام ابن بطال المالكي رحمه الله تعالى في شرحه على صحيح البخاري : قوله : (من حبها) يعنى لأنها وطنه، وفيها أهله وولده الذين هم أحب الناس إليه، وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان والحنين إليها، وفعل ذلك عليه السلام، وجاء في موطأ الإمام مالك عن عَائشَةَ أمِّ الْمؤْمِنِينَ انها قالت لمَّا قَدمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الْمَدينَةَ وعِكَ أبو بَكرٍ وَبلاَلٌ قالت فَدَخَلتُ عَلَيْهمَا فقلت يا أبَتِ كَيفَ تَجِدكَ ويَا بلاَلُ كَيفَ تَجِدكَ قالت فكَانَ أبو بَكرٍ إذا أَخَذَتهُ الْحمَّى يقول: كلُّ امْرئٍ مصَبَّحٌ في أَهْلهِ وَالمَوْتُ أَدنَى من شرَاكِ نعله وكان بلاَلٌ إذا اقلع عنه يَرفَعُ عَقيرَتَهُ فيقول: ألاَ لَيتَ شعري هل أَبيتَنَّ لَيلَةً بوَادٍ وَحَوْلي أذخر وجليل وهل أَردَنْ يَومًا ميَاهَ مَجنَّةٍ وهَلْ يَبْدوَنْ لي شامَةٌ وَطَفيلُ قالت عَائشَةُ فَجئْتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتهُ فقال اللهمَّ حَبّبْ إلَيْنَا الْمَدينَةَ كَحبِّنَا مكَّةَ أو أشَدَّ وَصَحّحْهَا وَبَاركْ لنا في صَاعهَا وَمدِّهَا وَانْقلْ حمَّاهَا فَاجعَلْهَا بِالْجحْفَةِ. وهناك نصوص كثيرة عبرت عن حب الوطن حتى إن احد العلماء صحح معنى الحديث الموضوع حب الوطن من الإيمان.. مثل هذه النصوص يحرص أتباع داعش أو القاعدة على تغييبها أو تحويلها عن مسارها الطبيعي. إن من أهم المهمات في فترتنا القادمة أن نكرس ونبث الشعور الوطني والوطنية وهو من الأسلحة التي تخشاها داعش ومن سلك مسلكها الضال والمتطرف لأن وجود شعب يحب وطنه ويعمل على رقيه وتقدمه يعني عدم وجود حاضنة للفكر الضال وعدم وجود حاضنة يعني عدم وجود بؤر فاسدة وخلايا نائمة فالوطنية قوة فعالة بالرغم من نعومتها كما أن الوطنية تعلمني تطبيع علاقتي برجل الأمن الساهر على أمني وراحتي وتعلمني أنه ليس بخصم لي وأن دوره في مجتمعاتنا دور لن نعرف قدره إلا إذا فقدنا هذه النعمة التي وهبها الله لنا واعني هنا نعمة الأمن لهذا تستهدف الجماعات المتطرفة رجل الأمن على جميع الأصعدة فهم يهاجمونه في أدبياتهم بكثافة ملفتة ويقومون بجرائم اغتياله كل ذلك لأنهم يعلمون علم اليقين دور رجل الأمن في إفشال مشروعاتهم التدميرية وفهمه لهم.

مشاركة :