العنف في تركيا يتصاعد مع هجوم انتحاري نسب إلى الأكراد

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سجل تصعيد جديد في دوامة العنف في تركيا الأحد مع وقوع عملية انتحارية استهدفت مركزًا للدرك وأوقعت قتيلين و24 جريحًا، ونسبت إلى متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يتعرضون لغارات مكثفة يشنها الطيران التركي على قواعدهم في العراق. يأتي هذا فيما تدخل مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية التركية مراحلها الأخيرة. وأفادت وكالة الأناضول للأنباء الحكومية ان انتحاريًا اقتحم بجرار مفخخ باكرًا صباح الاحد مركزًا للدرك في محيط مدينة دوغوبيازيد في شرق البلاد. وهو اول هجوم من نوعه منذ سقوط الهدنة بين المتمردين الاكراد والجيش التركي قبل عشرة ايام. وفي حادثة منفصلة نسبت أيضًا الى حزب العمال الكردستاني، قتل جندي تركي وجرح أربعة آخرون في ساعة مبكرة الأحد عندما انفجر لغم ارضي بينما كانت قافلة عسكرية تمر على طريق في مدينة مديات بمحافظة ماردين بجنوب شرق تركيا، بحسب الاناضول. وقتل ما لا يقل عن 17 عنصرًا من قوات الامن التركية وأصيب عشرات بجروح منذ ان باشر متمردو حزب العمال الكردستاني شن هجمات يومية في 22 يوليو. من جهته ينفذ الطيران التركي يوميًا غارات مكثفة على مواقع للمتمردين في جبال شمال العراق حيث يتمركزون منذ سنوات وقتل ما لا يقل عن 260 مقاتلًا كرديًا وأصيب حوالى 400 في هذه الغارات بحسب أنقرة. غير أن مصير المدنيين العراقيين العالقين في قصف طائرات أف 16 التركية بدا يثير المخاوف وقد اعلنت سلطات اقليم كردستان العراق السبت عن ستة قتلى من السكان المحليين، فيما تحدثت وسائل اعلام تركية مؤيدة للاكراد عن «مجزرة» راح ضحيتها تسعة قتلى. وحمل الامر رئيس الاقليم مسعود بارزاني على الرد بمطالبة حزب العمال الكردستاني بسحب مقاتليه من المنطقة «لكي لا يصبح المواطنون ضحايا هذه الحرب». وتؤكد تركيا انها تتعاطى بجدية مع معلومات من شأنها ان تعرضها لتنديد الاسرة الدولية وأن تسم علاقاتها مع قادة كردستان العراق في وقت عاد إليها الهدوء وعززت سلطات الاقليم علاقاتها الاقتصادية مع أنقرة مؤخرًا. وأعلنت وزارة الخارجية التركية السبت انها فتحت تحقيقًا وأكدت انه «سيتم التثبت بشكل كامل من الوقائع» لمعرفة ما حصل مشيرة الى ان الاهداف التي قصفت تقع في مناطق تؤكد اجهزة الاستخبارات التركية أن لا مدنيين فيها. غير ان مكتب رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو أكد بعد قليل في بيان أن «المعركة ضد المنظمات الارهابية ستتواصل بدون توقف». وأطلق الرئيس رجب طيب اردوغان «حربًا على الإرهاب» تستهدف حزب العمال الكردستاني كما تنظيم داعش المتهم بالوقوف خلف العملية الانتحارية التي وقعت في 20 يوليو في سوروتش (جنوب)، وأدت الى مقتل 32 من الناشطين الشبان الاكراد. وعلى اثر الهجوم رد حزب العمال الكردستاني بعمليات انتقامية ضد السلطات المركزية لاتهامها بعدم حماية السكان الاكراد. وأيد حلفاء غربيون بينهم حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الاجراءات التركية لكن كثيرين حثوا أنقرة على عدم استخدام القوة المفرطة أو السماح بانهيار جهود السلام المستمرة منذ سنوات مع المقاتلين الأكراد. كان الرئيس التركي قد أطلق المفاوضات في 2012 في مسعى لانهاء حملة تمرد لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية الأمر الذي أسفر عن مقتل 40 ألف شخص منذ 1984. وصمد وقف اطلاق النار رغم هشاشته منذ مارس 2013. وتركزت العمليات التركية حتى الان بشكل اساسي على اهداف لحزب العمال الكردستاني التي تعرضت لعشرات الغارات فيما لم يعلن في المقابل سوى عن ثلاث غارات على مقاتلي تنظيم داعش في سوريا. وبحسب وكالة الاناضول فإن الغارات ارغمت قيادة حزب العمال الكردستاني على الانفصال الى ثلاث مجموعات، واحدة بقيت في جبال قنديل في العراق والثانية تراجعت الى سوريا والثالثة الى ايران. وفي حادثة اخرى، ألقى أحد الأشخاص قنبلة صوتية قرب مقر فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم، في ولاية دياربكر جنوب شرقي البلاد، دون وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وأفاد رئيس الفرع «محمد آقار» من أمام المقر «أن الحادثة وقعت السبت، مشيرًا أن المهاجم اقترب من المقر، ورمى القنبلة قبل أن يصل البناء، ولاذ بعدها بالفرار». وذكر آقار أن «الاعتداء لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح والممتلكات، مضيفًا: «لجأ المهاجم إلى رمي القنبلة قبل وصوله إلى المقر جراء التدابير الأمنية التي اتخذتها الشرطة في المبنى ومحيطه، كما أن الشرطة بدأت العمل لإلقاء القبض على المعتدي، والتعرف على هويته». وعلى الصعيد السياسي فتحت عدة تحقيقات قضائية بحق حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للقضية الكردية وأكد زعيمه صلاح الدين دميرتاش السبت أن حزبه مهدد بالحظر. تعاون وفي باكستان اتفقت الحكومة الباكستانية والتركية على تعزيز التعاون الثنائي بينهما في مجال مكافحة الإرهاب بهدف القضاء على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى للأمن الإقليمي. جاء ذلك خلال لقاء رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بالرئيس التركي الذي وصل الليلة إلى باكستان في زيارة مختصرة وهو في طريق عودته من إندونيسيا. وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن الجانبين بحثا خلال الاجتماع التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واتفقا كذلك على بذل جهود مشتركة في مجال الاقتصاد والتجارة لرفع حجم التبادل التجاري. تشكيل الحكومة على صعيد آخر أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن مفاوضات التوافق على تشكيل الحكومة الائتلافية في تركيا دخلت مراحلها الأخيرة مع إعلان وزير الثقافة والسياحة التركي عمر جليك أن الجولة الأخيرة من المفاوضات التمهيدية بين وفدي حزبي «العدالة والتنمية» و«الشعب الجمهوري» بخصوص تشكيل الحكومة الائتلافية ستجري اليوم الإثنين. وأوضح جليك الليلة الماضية أنه بعد استكمال المفاوضات التمهيدية سيقوم كل وفد بعرض تقرير حول المباحثات إلى زعيم حزبه، وستتم مناقشة الموضوع داخل الأوساط الحزبية. وأردف جليك أنه في حال رأت قيادات الحزبين أنه بالإمكان تشكيل حكومة ائتلافية في ضوء المباحثات التمهيدية، سيتم البدء في مفاوضات التشكيل الفعلي للحكومة. بدوره، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري خلوق قوج: إن المباحثات التي جرت السبت تركزت حول ملف الوفاق الاجتماعي، الذي يشمل القضية الكردية، ومطالب شرائح مختلفة تندرج في إطار حرية الدين والمعتقد، فضلًا عن تناول مواضيع تتعلق بإدارة القطاع العام وحرية الإعلام.

مشاركة :