نشبت صراعات كثيرة عبر التاريخ، ثم ما لبث أن تم احتواءها دون تأثير كبير، لكن تأجيجها قد يسهم في اندلاع حروب، وهو ما تسعى له تركيا، المعروفة باستثمار الصراعات وبعثها من جديد، قصد التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول. فمن سوريا، التي أشعلتها ومدتها بالمرتزقة لنشر الإرهاب، إلى ليبيا التي جعلتها مرتعاً للجماعات الإرهابية، إلى العراق التي تنتهك سيادتها مراراً، بغارات أسفرت عن العديد من القتلى، بحجج واهية، إلى المتوسط الذي تحاول إشعاله باستفزازها اليونان وقبرص، لتصل إلى محاولة إشعال حرب بين أرمينيا وأذربيجان، وتغذية الخلافات لتحقيق أطماع توسعية. انتهج الرئيس التركي، الاستثمار في الحروب، وعينه على ثروات المنطقة، ما أدى إلى استجلاب عداءات مجانية، لطالما كانت تركيا في غنى عنها، خصوصاً تجاه دول أوروبية كانت حليفة. وكشفت مصادر موثوقة، أن أنقرة تؤجج الحرب بين البلدين، وأنها أرسلت مرتزقة سوريين، لإذكاء النار المشتعلة بينهما في منطقة ناغورنو قرة باغ. وأعلنت السلطات الأرمينية، اليوم الاثنين، أن تركيا تقدم الدعم العسكري المباشر لأذربيجان في قتالها أمام القوات الأرمينية بإقليم قره باغ، المتنازع عليه. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية، في بيان لها: «تركيا لها وجود مباشر على الأرض، وخبراء عسكريون أتراك يقاتلون جنباً إلى جنب مع أذربيجان». وأكدت الخارجية الأرمينية، أن الدعم التركي شمل أيضاً أسلحة وطائرات بدون طيار ومقاتلات حربية، فيما التزمت تركيا الصمت عن تلك التصريحات. وكان السفير الأرميني لدى روسيا، كشف عن إرسال تركيا 4000 مرتزق سوري إلى جبهة القتال في قره باغ، لدعم القوات الأذربيجانية ضد نظيرتها الأرمينية. من المقرر أن يناقش أعضاء الاتحاد الأوروبي، في وقت لاحق هذا الأسبوع، فرض عقوبات على تركيا، بسبب أفعالها، فالصراع في منطقة شرق المتوسط، والذي تتصدره تركيا، سواء بتحركاتها غير المشروعة في التنقيب، قد أدى إلى توتر، وإلى فضح ألاعيب أنقرة التي لديها سجل حافل بالتدخلات في دول الشرق الأوسط. في الأثناء، بدأ وزير الخارجية مايك بومبيو اليوم (الاثنين)، محادثات في اليونان، تهدف إلى تشجيع «خفض حدة التوتر» في شرق المتوسط، وإطلاق حوار بين أثينا وأنقرة. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية. فقد أجرى بومبيو محادثات مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في تيسالونيكي، في شمالي اليونان. ولم ينشر أي بيان رسمي في ختام المحادثات. والتوتر على أشده منذ أسابيع، بين أثينا وأنقرة، اللتين تتنازعان مناطق في شرق المتوسط، يعتقد أنها غنية بالغاز والنفط. والثلاثاء الماضي، أعلن البلدان العضوان في الحلف الأطلسي، كما الولايات المتحدة، استئناف المفاوضات الثنائية قريباً. وقبل هذه الجولة، أكد مسؤول أمريكي كبير، ضرورة «وقف التصعيد التركي في شرق المتوسط»، قائلاً أمام صحافيين، إن بومبيو «عبّر عن قلقه الشديد». وشدد المسؤول على ضرورة «الحد من مخاطر وقوع حوادث»، و«الامتناع عن اتخاذ أي إجراء أحادي يؤجج التوتر»، داعياً اليونان وتركيا «للتوصل إلى اتفاق». وكان رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، دعا الجمعة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى «إعطاء فرصة» للدبلوماسية، في وقت يبدو أن البلدين اختارا التهدئة. ويؤكد محللون، أنه حان الوقت لوقف تركيا عن حدها، فهي تتدخل في الشأن العربي، سياسياً وعسكرياً، حيث تتدخل في شمالي سوريا، وترسل قوات ومرتزقة إلى ليبيا. وتقوم أيضاً بنشر قوات خاصة في بلدة «حفتنين» شمالي العراق، وتنتهك سيادة العراق، وهو ما أثر في الأمن العالمي، كون هذا التدخل، يتسم بعدم المشروعية القانونية، والذي تحاول أنقرة من خلاله، ممارسة ابتزازات وضغوط على الدول الموجودة في المنطقة للتوسع. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :