الأمم ( غير المتحدة) في عيدها الخامس والسبعين، بعد أن انفض سرادق الحرب العالمية الثانية ووضعت أوزارها ، صاغ الحلفاء المنتصرون إحدى وسائل الهيمنة للسيطرة على العالم والتحكم فيه فكانت منظمة الأمم المتحدة ومن وقتها تجد التمييز والإستعلاء للسادة المنتصرين فيما يسمى ب(حق الڤيتو) الذي يبيح للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حق هدم القرار الدولي إن لم يُرق أي واحدة من الخمسة الكبار ، ورغم ذلك حاول خبراء القانون الدولي والمنظمات الدولية تبرير ذلك والعمل على فعالية العمل الجماعي بعد أن عانى العالم من ويلات الحروب وشرورها !هناك أعمدة رئيسية قامت عليها المنظمة :أ. حفظ السلم والأمن الدوليين ب. التنمية المستدامة بكل صيغها وبرامجها.ج. حقوق الإنسان الأساسية.لقد حققت المنظمة نجاحات مشهودة في العمل الجماعي التنموي الذي يُعنى ببرامج الأغذية والزراعة والتنمية وتقديم الدعم للمرأة والطفل واليتامى ومكافحة التمييز ضد المرأة ، بيد أنها لم تُوفق في حفظ السلم والأمن الدوليين كما ينبغي وكما هو مرسوم لها بفضل أطماع الدول الكبار وسياساتها التي تتمحور حول إستمرارية مناطق النفوذ والسيطرة رغم أحكام القانون ومضامينه ومبادئه الواضحة ، فلم تكن ساعتها منظمةً للأمم المتحدة وإنما كانت منظمةً للأمم غير المتحدة وفي أحايين أخرى منظمةً للولايات المتحدة!لاحظ أن نجاحاتها محدودة ومعدودة( نامبيا، كمبوديا، نيكاراجوا ) لكنَّ إخفاقاتها لا تُعد ( فلسطين ، كشمير، ڤيتنام، اليمن، سوريا، ليبيا، العراق، لبنان، إيران، كوريا الشمالية ، .....إلخ).يحتاج العالم ويتوق للأمم المتحدة في كل المجالات وإن عُوِّق في مجال السلم والحرب فإنه يستطيع تحقيق قفزات في مجالات الصحة والمناخ والمشردين والأغذية والطفولة،، ،والسؤال الآن هل في مُكنة العالم ضخ دماء جديدة في شرايين منظمته العالمية التي باتت تعاني من هشاشة العظام وإلتهابات المفاصل؟!الإجابة إن الخلل البنيوي وعدم المساواة بين الأعضاء في الفرع التنفيذي لها( مجلس الأمن ) وتحكم الولايات المتحدة بتمويلها الأكبر عوامل ضعف تُحد من قدرات المنظمة وفاعليتها، خاصة أن إدارة دونالد ترامب باتت تُفضل العلاقات الثنائية مع الدول غير َراغبة في ذلك العمل الجماعي حتى تستطيع الضغط والتحكم بشكل أكبر وأكثر كثافة مع تنامٍ للقوميات المتشددة التي تمقت عمل المنظمات الدولية وتنفر منه، ومع عدم الإستعداد للتمثيل الجغرافي العادل في مجلس الأمن والتخلي عن حق الڤيتو، تضحى الأمم المتحدة غيرَ متحدة فاقدةً لأسنانها تعاني آلام خشونة الرُكب ، إما أن تُودع دار المسنين أو يُطلق عليها رصاصةُ الرحمة!
مشاركة :