طارق البرديسي يكتب: تعدد الزوجات والطلاق

  • 3/4/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الممارسات الجنسية ترتبط بوجود الإنسان، ولا يستطيع مُشَكِكٌ الإدعاء بأن هناك فارقا بين مجتمع وآخر إلا في ثمة أمر واحد هو الوضوح والشفافية، فهناك مجتمعات تؤمن بالمكاشفة وتكره الكذب والخداع والمراوغة، معتقدة في أفضلية المصارحة، وممارسة حقها في خوض تجاربها الجنسية غير مكبلة بقيود اجتماعية أو تابوهات دينية.وهناك مجتمعات تعتقد حرمة هذه العلاقات الخاصة طالما تتم بعيدا عن المنظومات الأسرية المتعارف عليها، غير أنها تُمارس نفس الممارسات وتسلك ذات السلوكيات في الخفاء، وبعيدا عن الأعين والأضواء، متشدقة بأخلاقيات متوارثة وتقاليد متراكمة وأعراف متواترة.ما يميز المجتمعات العربية هو إظهارها للتدين الشكلي وتشدقها بانصياعها للالتزام الخلقي، مع أن الإنسان هو الإنسان، فلا يؤثر المكان ولا يغير الزمان في الطبيعة البشرية التي قد تجاهر أو تُخْفِي مايراودها من أحاسيس ومشاعر ومايعتمل فيها من غرائز وطبائع.لعل ماقرب بين المجتمعات العربية وغيرها من مجتمعات في هذا الشأن هو تلك الصعوبات المستجدّة المتعلقة بالزواج وتكاليفه الباهظة التي ترهق من يفكر فيه ويقدم عليه، بالإضافة لتبعاته وعثراته وتعقيدات الإنفصال وإجراءاته، فلا يجد المرء المحاصر( بين سندان الغلاء والتعقيدات الاجتماعية، ومطرقة الرغبة والحاجة ) مناصا من سلوك طريق يجتازه المضطرون المجبرون وهو خيار بعيد عن الفطرة السوية والنفس الأبية التي لا تعرف إلا النور والعلاقات العلنية.هناك صمام أمن وأمان قاما بحماية مجتمعاتنا قديما من الانحرافات السلوكية والمغامرات الجنسية الخفية وهما: تعدد الزواج والطلاق ،ولعل إحصائية أجرتها منظمة الأمم المتحدة عن نسبة المواليد غير الشرعية في مناطق مختلفة من المعمورة أكدت أن هذين النظامين الإجتماعيين لهما إيجابيات وحسنات خففا من وطأة تزايد أعداد المواليد غير الشرعية، وهو ما لم تستفد منه مجتمعات أخرى.غير أن هذين الصمامين (تعدد الزواج والطلاق ) أصابهما ما أصابهما من عطب جعلهما لم يعملا بكفاءة نتيجة ترهات إجتماعية وتطورات ثقافية ومشكلات إقتصادية وثغرات قانونية، ففقدت تلك المجتمعات هذه المزايا، فكان التشوه الذي أصابها والتيه وفقدان الهوية وضياع الشخصية.لا أستطيع تقديم النصح والمطالبة بتسهيل الزواج وتيسيره وإزالة معوّقاته المتخلفة، لأن العرف والتقاليد(كلام الناس والفشخرة) يقفون لنا بالمرصاد ( كالعمل الرضي )، حتى أن الأب الذي يتشدد في زواج إبنته ذات العفاف، لو مد يده الكريمة فاتحا حقيبتها، لوجد على الأقل ورقتي زواج عرفي، فماذا عساها أن تفعل المسكينة والأب يتعسف ويرفض، غير مقدر الظروف البيولوجية والاحتياجات السفلية غير العلوية!وريثما تتغير الأعراف الغبية ،وتتبدل التقاليد غير الذكية، علينا كمجتمعات رجعية، أن نقلل زراعة مساحات الذرة الشامية، وأن نطفئ أنوار الدرج (السلالم) حتى تصير الرؤية غير جلية، فلا نزعج سيد، ولا نهتك سر شلبية! وستستمر مأساة (سيد وشلبية)  في المجتمعات العربية!أما ماتودون معرفته من بقايا فضائح خفية، وأسرار جنسية، وقصص بهيمية فلقد كشفت لكم، أماكنه التي لم تعد سرية، وصارت معلما حافلا بكل الحكايا غير السوية والبلايا الإنسانية!

مشاركة :