لربما أدى تشبع سوق مستحضرات التجميل بكثير من منتجات العناية بالبشرة إلى إظهار حقيقتين مؤكدتين، أولهما أنه بات هناك إيمان شديد بالقوى التحويلية لتلك المنتجات المذهلة، وثانيهما أنه بات من الضروري الاحتياط من المنتجات التي تفرط في وعودها للمستهلكين. ومن أبرز المنتجات التي ربما أثير حولها قدر من اللغط هي كريمات شد الجلد، حيث اختلفت الآراء حول جدواها وفعاليتها، وما إن كانت تقدم فائدة فعلية للنساء أم أنها مجرد أكذوبة. ولمن لا تعرف ما هي كريمات شد الجلد، فهي كما تبدو من اسمها، هي تلك الكريمات التي تساعد في شد مظهر الجلد، ومن ثم معالجة المشكلة التي يعانيها الجلد نتيجة نضوب الكولاجين الذي يُفرَز في أجسامنا مع تقدمنا في السن. وفي هذا الصدد علقت الدكتورة شاري مارشبين، طبيبة الجلدية المعتمدة في نيويورك، بقولها: “كريمات شد البشرة هي منتجات من شأنها أن تعزز إفراز الكولاجين والإيلاستين في الجلد لتوحيد لونه وشده. وينصح دوما باستخدام تلك الكريمات خاصة خلال أشهر فصل الصيف”. وفيما يخص آلية عمل تلك الكريمات، فإن السر العلمي يكمن في أنها تشجع الجسم على إفراز الكولاجين، خاصة بعد تجاوز السن التي عادة ما كان يقوم فيها الجسم بإفرازه بصورة طبيعية. وهنا عاد الأطباء لتوضيح أمر غاية في الأهيمة وهو أن الكولاجين هو المكون الذي يوفر بنية الجلد، وحين يحدث نقص بإفرازه، فإن الجلد يصاب بحالة من الترهل، وهناك كذلك الإيلاستين الذي يمنح الجلد حيويته، وعلى الرغم من وجود الكثير من المكونات التي يمكنها أن تساعد في تحفيز إفراز الكولاجين والإيلاستين، لكن الحقيقة هي أنها لا تحقق نتائج مذهلة في نهاية الأمر. وتابع الأطباء بقولهم إن مثل هذه الكريمات تستخدم في الغالب مع وسائل وإجراءات أخرى للمساعدة في تضخيم نتائجها، فضلا عن أنها لا تزيل علامات التمدد أو السيلوليت، لذا، فإن التعامل بواقعية معها هو أمر ضروري قبل إنفاق المال على الكثير منها. وخلاصة القول، وفق ما أكدته دكتورة مارشبين، هي أن تلك الكريمات ليست كريمات يمكنها إحداث معجزات، بل إنها تعمل بشكل متواضع في أحسن الأحوال، حيث إن البعض منها قد يعمل كمرطبات بشكل جيد وقد يساعد على ملء الطبقة العليا من الجلد، وهو ما يعمل بالتبعية على تحسين مظهر الجلد وجعله يبدو أكثر شدة ونعومة لكن بشكل مؤقت.
مشاركة :