لم يتوافر بعد أي علاج يمكن أن يقضي على فيروس كورونا أو لقاح يمكن أن يوفر الوقاية منه إلى الآن، لذا وجب النقاش هنا إلى أين وصلت الجهود لتوفير هذه العلاجات الطبية لإنقاذ أرواح الملايين من البشر.فما نقرأه ونتابعه على الوسائل الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي هو أن الأبحاث تتواصل في هذا الصدد بسرعة فائقة. وثمة أكثر من 20 لقاحا في طور العمل على تطويرها، وقد وصل أحد هذه اللقاحات إلى مرحلة الاختبار على البشر بعد أن اجتاز مرحلة التجارب على الحيوان، حيث تُجرى عمليات اختبار مدى كفاءته وتأثيره على البشر فضلا عن مدى سلامة استخدامه بالنسبة إليهم.ويعمل علماء آخرون في بحوث على لقاحات ما زالت ضمن مرحلة اختبارها باستخدام الحيوانات، ويأملون في اختبار نتائجها على البشر في وقت لاحق هذا العام. ولو تم بالفعل تطوير لقاح هذا العام، سيظل هناك عمل هائل من أجل إنتاج كميات كبيرة منه.ويعني هذا الأمر من الناحية الواقعية أنه لن يكون ثمة لقاح جاهز للاستخدام حتى منتصف العام المقبل على الأقل.يضاف إلى ذلك، أن كل هذا يحدث بسرعة ضمن سقف زمني غير مسبوق وباستخدام طرق جديدة للتوصل إلى لقاح للفيروس، لذا ليس ثمة ضمانات في أن يسير كل شيء على ما يرام وبسلاسة.علما أن هناك أربعة أنواع من فيروس كورونا تنتشر حاليا بين البشر، وتتسبب بأعراض نزلة البرد المعتادة ولا توجد أي لقاحات ضدها. وستكون أقل نجاحا لدى كبار السن. وهذا أمر يتعذر تجنبه في الغالب، ولا يرجع ذلك إلى اللقاح نفسه بل إلى نظام المناعة لدى كبار السن الذي لا يستجيب أيضا لعملية التحصين, عند استخدام حقنة لقاح الإنفلونزا.و كما نعلم أن لكل الأدوية، بما فيها مسكنات الألم العادية، أضرار جانبية، ومن الاستحالة معرفة ذلك من دون إجراء تجارب سريرية في المستشفيات والعيادات لاختباره. وفي هذا الشأن تحرص الجهات الرقابية الصحية على متابعته عن قرب.فإذا نجحت عملية تطوير اللقاح فسيكون هناك تجهيز محدود له في المراحل الأولية على الأقل، لذا من المهم أن يكون هناك جدول أولويات في توزيعه. وسيكون العاملون في حقل الرعاية الصحية المعرضون للاتصال المباشر مع المرضى المصابين بفيروس كوفيد- 19 في مقدمة القائمة.وأضيف هنا أن تطوير اللقاح سيكون بداية وليس نهاية، لأن التلقيح يتطلب عددا من المراحل مثل التوزيع وشبكات الإمداد وثقة الناس والتعاون بين الدول، وبالتالي ستكون ثمة حاجة إلى أشهر وربما إلى سنوات طويلة حتى يحصل الجميع على الجرعة ويصبح عالمنا آمنا.وأضيف أيضا ان من سيحصلون على جرعة من اللقاح لن يصبحوا محصنين فورا ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لأن جهاز المناعة لدى الإنسان يحتاج إلى عدة أسابيع حتى يجمع الأجسام المضادة المطلوبة لمكافحة المرض.وفضلا عن ذلك قد تكون المناعة المترتبة عن اللقاح قصيرة الأمد أو جزئية ولا تحمي بشكل كامل، مما سيضطر الناس إلى إعادة التلقيح بين الحين والآخر، أو مواصلة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، حتى بعد أخذ الجرعة.ولا يوجد أدنى شك في أننا جميعًا أصابنا الضرر من تفشي فيروس كورونا، على مستوى دول العالم، وتأثرت اقتصاديات الدول المتقدمة، ومن في سبيلها إلى التقدم، وفقد العالم ضحايا من البشر، ووقف الإنسان عاجزًا عن الوصول إلى سبيل لمواجهة هذا الوباء، بل وتباطأ النمو الاقتصادي، وكان الإنسان في مواجهة مع هذا الخطر المتجدد، ويبحث عن سبيل واستراتيجية لمواجهة المخاطر. وأخيرا يمكننا القول أن لكل خطر سلبياته وإيجابياته، فإذا نظرنا إلى السلبيات فقط لتوقفت عجلة الحياة.
مشاركة :