الملكة رانيا تطرح مبادرة "تعلم الإنجليزية" لاستيعاب جحافل العاطلين | | صحيفة العرب

  • 9/30/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمان- يطارد شبح البطالة الآلاف من الشباب الأردني لاسيما من حملة الشهائد العليا في ظل أزمة اقتصادية خانقة فاقمها تفشي جائحة فايروس كورونا، وسط مخاوف أصحاب القرار من ردات فعل اجتماعية في غياب أي حلول واقعية لاحتواء الأزمة على المدى المنظور. وفي بادرة للتقرب من الفئة الشبابية ومخاطبة همومها، وجهت عقيلة العاهل الأردني الملكة رانيا العبدالله على موقعها على فيسبوك جملة من الرسائل تعبر عن انشغالها بالأوضاع الهشة لهذه الشريحة، معتبرة أن حاجز اللغة أحد التحديات الكبرى التي تواجه الشباب في المملكة. وعقبت الملكة رانيا، مشيرة إلى أنها “طلبت من فريق العمل في منصة إدراك تطوير برنامج عالي الكفاءة بجودة وأساليب عالمية لتعليم الإنجليزية. أتمنى أن تستفيدوا من هذا البرنامج الذي صمم خصيصا لكم، ومتاح مجانا لكل راغب في التَعَلم على منصة إدراك. همتكم ومثابرتكم وطموحكم هي النور الذي سينير لكم الطريق لتبتكروا وتنافسوا بانتظار سماع أخبار طيبة عنكم دائما. مع فخري بكم وإيماني بهمتكم ومحبتي لكم”. وتركز الملكة رانيا اهتماماتها على قطاع التعليم في الأردن وتمتلك أكاديمية لتدريب المعلمين وعدة مؤسسات متفرعة عنها. وتثير الملكة، التي تعزز نفوذها في السنوات الأخيرة، الكثير من الجدل داخل المملكة وخارجها جراء اتهامات لها بالتدخل في سياسات القطاع. ويرى مراقبون أن طرح مبادرة لتعليم مجاني للغة الإنجليزية، على أهميته بيد أنه ليس “الحل السحري” لاستيعاب جحافل العاطلين، وأن هناك حاجة في الأردن إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات التعليمية ومواءمتها مع سوق الشغل. ويشير المراقبون إلى أن مبادرات عدة طرحت على مدار العامين الماضيين لتخفيف معدلات البطالة المتفاقمة في المملكة وآخرها “خدمة العلم” بيد أنها كلها حلول تسكينية، لا تلقى أي صدى أو تجاوب لدى شباب المملكة. محاولة الدولة الأردنية تغيير ثقافة العمل السائدة في محاولة لتخفيف نسبة البطالة خطوة ضرورية، بيد أن الأمر ليس بالسهولة المطروحة وبلغ معدل البطالة في المملكة خلال الربع الثاني من العام الحالي 23 في المئة بارتفاع مقداره 3.8 نقطة مئوية عن ذات الفترة من العام الماضي 2019، ويسجل معدل البطالة، ارتفاعا خصوصا بين حملة الشهادات الجامعية، حيث بلغ 26.6 في المئة، مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى، وذلك وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة. ووفق النتائج التي أصدرتها دائرة الإحصاء العامة فإن 51.6 في المئة من إجمالي العاطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 48.4 في المئة من إجمالي العاطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي. ويحاول الشباب الأردني التأقلم مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، وسط تساؤلات لأي مدى قادرة هذه الفئة على التحمل لاسيما وأن الأزمة مرشحة أكثر للتفاقم، في ظل خواء جراب صناع القرار من الحلول بالخصوص مع هذا الوضع الإقليمي والدولي المشحون. وفي ظل نظرة تشاؤمية حيال القدرة على استيعاب مشكلة العاطلين من أصحاب الشهائد العليا برز توجه رسمي لتشجيع المبادرات الفردية الشبابية، وحث الشباب المتعلم على واستثمار قدراتهم في أعمال ظلت حكراً لسنوات مضت على العمالة الوافدة. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) الاثنين تحقيقا مطولا تطرقت فيه إلى مبادرة مجموعة من الشباب الجامعي من محافظة الزرقاء بعرض خدمات عبر تطبيق “واتس آب” تهم تنظيف البيوت والحدائق وتقليم الأشجار وغسيل السجاد وفك وتركيب الخزائن ونقل وتنظيف المستودعات وغسيل السيارات (على باب المنازل)، والصيانة العامة. وعرضت الوكالة في تحقيقها شهادات لأصحاب الفكرة على غرار الطالب عبدالقادر أبوخديجة، الذي قال “إننا نقدم خدماتنا، لكل محافظات الأردن وحسب الطلب، وليس حصرا على محافظة الزرقاء، فمثلا اليوم حصّلت 30 ديناراً، لقاء أحد الأعمال المنزلية آنفة الذكر، ولا تتصوروا كم نحن سعداء بهذا العمل، وسط إقبال لم نكن نتوقعه، إضافة إلى تفاعل مجتمعي على نطاق واسع”. مبادرات عدة طرحت لتخفيف معدلات البطالة المتفاقمة وآخرها “خدمة العلم” بيد أنها جميعها حلول تسكينية واعتبرت الناشطة في العمل الشبابي أماني المجالي أن هذه المبادرة تُجترح في سياق واقع اقتصادي صعب، تأثر أكثر بفعل كورونا، وفي ظل تصاعد نسب البطالة التي تجتهد الحكومة في تقديم الحلول لها، ويأتي دور الشباب في ابتداع الطرق التي تساعدهم على كسب الرزق، وهي الخطوة الأهم باتجاه الاعتماد على النفس، والتعود على تقديم الخدمات للمجتمع، في سياق تعظيم قيم التشاركية والعمل بروح الفريق. وأشارت المجالي في التحقيق الذي نشرته بترا إلى أهمية هذه المبادرات في تكريس ثقافة ريادة الأعمال، فقد تكون النواة المثلى لمشروعات كبرى لاحقاً، بالتوازي مع انتهاء دراسة الطلبة الجامعية، ويكونوا قد أمنوا لحياتهم العملية طرقاً جيدة، لجني المال، بانتظار مآلات الوظيفة، مشددة على أهمية الإعلام، في تسليط الضوء على المبادرات الشبابية لتعميم الفائدة، وإبراز قصص النجاح، التي يحتاجها الجيل الذي يواجه التحديات الجسام في زمن كورونا على وجه التحديد. ويرى مراقبون أن محاولة الدولة الأردنية تغيير ثقافة العمل السائدة في محاولة لتخفيف نسبة البطالة خطوة ضرورية، بيد أن الأمر ليس بالسهولة المطروحة حيث أنه من الصعب إقناع شخص قضى عمره في مقاعد الدراسة بالاشتغال في غير مجاله، فضلا عن تأثير العائلة والمحيط.

مشاركة :