في عددها الجديد، تستعيد مجلة الهلال ذكرى الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، بالتذكير بقدرة الإبداع على الصمود، وتجاوز راهنية كتابته وكاتبه، باستدعائه في المواقف واللحظات المفصلية في تاريخ الأمم. تقول المجلة في افتتاحيتها إن الشابي وكل شاعر وفنان كبير، أكبر وأبقى وأقدر على تجاوز اختبار الزمن؛ وإذا تلكأت الثورات قليلاً، فإن الإبداع مستمرّ، ومن تونس يأتي أحفاد الشابي، في ملفّ تنشره الهلال، وقد أعدته الشاعرة وئام غداس، ويضمّ نصوصاً لأجيال وتيارات مختلفة، بعضهم اضطر إلى الهجرة محتفظاً بالوطن في القلب. وفي عدد أغسطس/آب أيضاً، حنين إلى التاريخ، إلى رائدين مجهولين في الثقافة المصرية، فيكتب الشاعر أسامة عفيفي عن فؤاد عبد الملك (1878 1955) بوصفه أيقونة ثقافية، وتؤهله إنجازاته ليكون أبرز رواد الفن التشكيلي في مصر، فقد أنشأ عام 1919 دار الفنون والصنائع، وأسّس جمعية محبي الفنون الجميلة، وصالون القاهرة في دورتيه الأولى والثانية. أما ملك التي حملت لواء المسرح الغنائي بعد سيد درويش، فيكتب عنها د. عمرو دوارة، كاشفاً جانباً من تاريخ مجهول في مسيرة الغناء والمسرح، وقد حملت ملك (1902 1983) لواءه مستعينة بكتيبة من الفنانين من أجيال مختلفة، من زكي طليمات ومحمد توفيق إلى حسن يوسف. ويكتب الدكتور سعيد إسماعيل عن نبوءة عباس العقاد بنهاية هتلر، ويظل كتاب العقاد عن الزعيم النازي درساً ينبّه الغافلين عن الديمقراطية، حين يستبدلون بها أي قيمة أخرى، في حين يتناول الناقد المصري المقيم في ألمانيا سمير جريس جانباً من الاهتمام السياسي لغونتر غراس، وكيف كان مهووساً بالميكروفون.
مشاركة :