المشهد الشعري في رحم الحرب... بمجلة «الهلال القاهرية»

  • 4/12/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يحفل عدد أبريل الجاري من مجلة «الهلال» القاهرية بموضوعات عدة، من بينها الملف الرئيس بعنوان «وجوه المشهد الشعري في سورية»، الذي يضم قصائد متنوعة لـ 32 شاعراً وشاعرة تكشف أعمالهم معاناة المثقف العربي في رحم الحرب وويلاتها وأنظمة الحكم القمعية. فضلاً عن الملف الرئيس «وجوه المشهد الشعري في سورية»، تناول عدد أبريل الجاري من «الهلال» «العلاقة الملتبسة بين الأزهر والسلطة السياسية بمصر» و{القصائد البصرية لنساء التشكيلي المصري حلمي التوني» ممثلة في لوحاته التي تضمّنها معرضه الأخير «عندما يأتي المساء» الذي احتضنته قاعة بيكاسو بالقاهرة. أعدت ملف المشهد الشعري في سورية الشاعرة رولا حسن وجاء في مقدمة المجلة التي حملت عنوان «عزيزي القارئ»: «لولا ملف هذا العدد ما أتيح لنا أن نكتشف هذا الثراء كله في المشهد الشعري السوري، وقد حرصت الشاعرة رولا حسن، على تمثيل الأجيال والتيارات كافة، وإن لمس القارئ، شيئاً من الانحياز إلى شاعرات، ولكن الملاحظة الأكثر أهمية هي كثرة عدد الشاعرات والشعراء الذين ربما لم يغادروا بلادهم، وثمة بضع شاعرات ولدن في منتصف التسعينيات، وأنضجتهن الحرب الدائرة حالياً، وقصائد الملف تشبه السوريين في عشقهم للحياة، ولا تدعو القارئ إلى الاطمئنان، ولا تمنحه شيئاً من اليقين بل تطرح أسئلة وتثير شكوكاً، ولا ترتهن للحظة المحلية المرتبكة إلا عبر استلهام تشظيها وانشطاراتها». وبعنوان «الحرب حفزت الشعر فصعد إلى السطح بعد سنوات الهمود الثقافي» أشارت الشاعرة السورية رولا حسن في مقدمة الملف، إلى أنه قبل الحرب السورية، لم تظهر أية بوادر لحركة ثقافية مستقلة، فالحركة الثقافية في سورية كانت محصورة بالمنابر الحكومية ووزارة الثقافة وما تصدره من دوريات إضافة إلى بعض الصفحات الثقافية في الجرائد اليومية، ومنذ قيام الحرب بات الشعر هو الظاهرة الأكثر بروزاً في المشهد الثقافي السوري، وكأن الحرب أعطت هذا الجيل ذريعة ليفتح بوابة الشعر على مصراعيها، فخرج من الأماكن المغلقة التي سجنته فيها المنابر الحكومية، إلى أماكن أكثر حرية ورحابة، وبينها الملتقيات الثقافية وعلى رأسها «المقاهي» الدمشقية العتيقة والتراثية، التي تحولت إلى ملتقيات شعرية. عبد الحميد الديب بعنوان «الضاحك الباكي فيلسوف الصعاليك» تناول الكاتب محمد رضوان، مسيرة حياة الشاعر المصري عبد الحميد الديب (1943-1898) التي كانت سلسلة من الصراع مع المجتمع والناس والضنك سعياً وراء لقمة عيش تسد رمقه، أو رداء يستره أو مسكن يقيه حر الصيف وبرد الشتاء. ولد لأسرة فقيرة لأب يعمل جزاراً في المواسم وبقية العام تعاني الأسرة ألم الحرمان وشظف العيش. نشأ الديب في قرية كمشيش الصغيرة الفقيرة، فكان الحرمان والبؤس يحيطان بالفتى اليافع، ففي فترة صباه وفتوته جللت الأحزان حياته، وأحال البؤس أحلامه وآماله إلى كوابيس، فجاء شعره حزيناً باكياً، أما المرأة التي ضجّ شوقاً إليها، فلم يسعد بوصالها حتى بعد أن خاض غمار الحياة في الإسكندرية ثم القاهرة، فزاد ذلك من حرمانه وشقوته وعذاب روحه، وزاد بؤسه من إحساسه بالهوان والضعة، فاكتفى بمناجاة كل امرأة تمناها بقوله: «أحببت والبؤس تقصيني مخاوفه... فبت أضرب للأسداس أخماساً». وعاش الديب حياته ظامئاً للحب والسكن والاستقرار، ولم يتح له أن يخلد قليلاً إلى الراحة إلا عام 1939 حين تزوج جارته الأرملة «إحسان»، وكان يسكن في حجرة في الطابق الأرضي من البيت نفسه التي تستأجر فيه حجرة هي ووالدها، فأحبها بجنون ومن معين بؤسه وحرمانه انطلقت مشاعره الحبيسة تعبر عن وجده وهيامه بها.

مشاركة :