أسهم تشغيل العيادات الطبية التابعة لمستشفيات وزارة الصحة مساء في تقليص قائمة الانتظار بعد المواعيد لأكثر من 30%. وتبنت الوزارة وضع نظام آلي يتابع إنتاجية كل الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين، وسيكون مستقبلا أحد أدوات تقييم الأداء. وكشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن الوزارة تعمل جاهدة لإيجاد حلول جذرية وعاجلة لطول قائمة الانتظار التي يعاني منها المرضى، حيث أصدرت تعميما عاجلا لكافة المديريات التابعة لها بمناطق ومحافظات المملكة، لتشغيل العيادات الطبية حتى الساعة الـ8 مساء، وصرف مقابل مادي للكوادر الطبية والفنية التي تعمل في أوقات خارج الدوام. وبينت المصادر أن تبني هذه الفكرة يهدف إلى تخليص مراجعي المستشفيات من أزمة طول انتظار المواعيد، التي يمتد بعضها إلى ستة أشهر في بعض التخصصات. من جهته، أكد مدير إدارة العيادات الخارجية بمدينة الملك فهد الطبية عوض آل رشيد لـ"الوطن" أن مدينة الملك فهد الطبية أطلقت خدمة عمل العيادات الطبية المسائية خلال المرحلة الماضية في جميع مستشفياتها لتقليص قوائم الانتظار الطويلة، التي يعاني ويتذمر منها بعض المرضى، مشيرا إلى أنه يعمل مع العيادات الخدمات الطبية المساعدة والمتمثلة في الصيدلية، والمختبر، والأشعة والخدمات الأخرى المختلفة. وقال إن خدمة العيادات المسائية التي أطلقتها المدينة مضافة لعمل العيادات الصباحية، بهدف الحد من ضغط المواعيد، وتسهيل إجراءات مواعيد المرضى بما يتوافق مع ظروفهم، خصوصا المرضى القادمين من خارج منطقة الرياض. وبين آل رشيد أن المدينة الطبية طبقت آلية لتحديد العيادات المسائية المساندة في جميع المستشفيات، ويتم إبلاغ المرضى حال تسجيل الموعد بوجود عيادة مسائية، يمكن من خلالها تسهيل إجراء خدمته صحيا في وقت المساء. وأضاف أن المدينة الطبية عملت على آلية إبلاغ المرضى بعد تسجيل الموعد بواسطة رسائل الجوال (SMS)، وفق ما يعمل به نظام المواعيد في المدينة الطبية، كما عمل مركز الاتصال لخدمات المرضى على تعديل المواعيد، والإجابة على الاستفسارات الواردة من المراجعين والمرضى على الرقم المجاني (8001277000). وطالبت المديريات العامة للشؤون الصحية بعمل تقويم عاجل لوضع المستشفيات، للبدء في تنفيذ الحلول. من جهة أخرى، علمت "الوطن" من مصادرها الطبية أن وزارة الصحة طالبت أطباءها بزيادة فاعلية الأداء في المستشفيات، حيث ستقوم الوزارة في القريب العاجل بتوزيع برنامج لتقييم إنتاجية كل الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين. وقالت المصادر إن الوزارة وجهت تعميما لكافة مديريات الشؤون الصحية بالمناطق والمحافظات، تضمن النظر في غياب القوى العاملة خلال العام، خاصة ما يزيد على مدة أسبوع (تراكميا)، ومحاولة البحث في أسباب الغياب مع ضرورة تفعيل عيادة الموظفين في المستشفى للنظر في تكرار الإجازات المرضية، إضافة إلى النظر في استخدام غرف العمليات بأقصى طاقاتها، وزيادة نسبة جراحة اليوم الواحد، وإنشاء ما يعرف بقاعة المغادرة التي يوضع فيها المريض أو المريضة بعد كتابة أمر الخروج من الطبيب المعالج حتى يتسنى للمستشفى تفريغ السرير بسرعة أكثر، وإنشاء قسم (Discharge planning) ليكون به أشخاص مهمتهم متابعة خطة خروج المرضى ومدة مكوثهم بالمستشفى، والرفع بالأسباب التي تؤدي إلى طول مكوث المريض بالسرير دون داع.