مختصون يطالبون بابتكار برامج حاضنة للشباب لمواجهة التطرف

  • 8/4/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد متخصصون ل"الرياض"، أهمية مواجهة الفكر المتطرف بفكر أقوى يقلب الموازين لدى تفكير الشباب الذين حولهم التنظيم إلى سهام غادرة في ظهر الوطن، مشيرين إلى أن البيت المضطرب والممزق أحد المنافذ التي تحول الشاب إلى إرهابي. ولفتوا إلى أن الشاب لا يصبح إرهابياً بالصدفة، فهو يمر بمراحل عدة قبل أن يصل إلى "المرحلة الخطيرة"، وفق أساليب يخطط لها التنظيم. وقالوا: إن بداية التحولات الفكرية لدى الشباب تكمن في ضعف البرامج الموجه للشباب، وتحديداً البرامج الشبابية الجادة التي يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم وخصوصاً فئة الذكور، لافتين إلى أن هناك خطوات تجاه هذه البرامج لكنها خطوات غير جادة، والحاجة تتطلب فعلياً ابتكار برامج حاضنة لهؤلاء الشباب تخدم الصالح العام الوطني، وذلك أفضل من العمل بنظام "رجل الإطفاء" وإلقاء التهم جزافاً تارة على المدرسة وتارة على الأسرة والمنهج وتارة على ضعف الأمن. الشاب لا يصبح إرهابياً بالصدفة إنما يمر بمراحل عدة وفق أساليب التنظيم الإرهابي الاستهداف بتعظيم ال"أنا" وقال الأستاذ الدكتور إبراهيم الميمان وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية وعضو مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، إن مجموعة من العوامل البيئية والمجتمعية والاقتصادية أو السياسية تجتمع من أجل تهيئة الشباب ليكونوا أسلحة في وجه الوطن، لافتاً إلى أن الدليل على ذلك أن هناك بُعداً وطنياً ضعيفاً في نفوسهم وضعفاً في ثقتهم في ولاة أمرهم ومحبتهم لوطنهم وثقتهم في العلماء، وعزلوا عزلاً تاماً عن رموز المجتمع وأصبحت هذه المجموعة من المؤثرات عبارة عن بيئة خصبة ممكن أن تتلقى كل الأمور التي يمكن تجنيدهم بواسطتها. وأن الوسائل المباشرة من الممكن أن تؤثر في حسابات الشباب وتجعلهم يشعرون انهم لا ينتمون لهذا المجتمع ويشعروا بالنقمة على أنفسهم وبضعف مكانتهم الاجتماعية ويقابل هذا بوسائل خطيرة موجه يتم من خلالها تسخير كل وسيلة يمكن التأثير فيها عليهم بدءاً من تعظيم "الأنا" التي تشعر الشاب الذي يكون في مرحلة عمرية صغيرة بأن حجمه الاجتماعي كبير وأنه يستطيع أن ينصر دين الله ويسارع لتقديم نفسه كمجاهد في سبيل الله ويضرب له التنظيم الإرهابي الأمثال المقنعة من خلال استدعاء بعض الجوانب التاريخية وبالفعل يشعر بأنه يستطيع فعل كل شيء. ولا يخفى على أحد أن الشباب في هذه المرحلة يكونوا في أخطر مراحل حياتهم ففي هذه المرحلة يكون في كامل قواه ولديها عاطفة جياشة والطاقات والنزوات والغرائز، لافتاً إلى أنه إذا لم يتم توجيهه بشكل سليم، ولم تكن هناك جهود تربوية متناسقة ومناسبة تصب في حصانة فكرية تواجه فكرهم المتطرف فإنه سيكون عرضة للوقوع في الفخ الذي يتم تجنيدهم فيها. وأكد د.الميمان، أنه من خلال المتابعة الدائمة ورفض الواقع والتأثير على هؤلاء الشباب لا نستطيع أن نتهم المؤسسات المعنية بالتقصير في أداء دورها لأن التركيز لدى الجماعات والتنظيمات الإرهابية أصبح على الإعلام البديل، ويمكننا الجزم أن التجنيد الأكبر يتم من خلاله عبر شبكات التواصل الاجتماعي من الوسائل التي أصبحت هي لغة العصر والقوة المؤثرة على واقع هؤلاء الشباب بل وأصبحت الوسيلة للتواصل مع الرموز والتجنيد والتحريض ووسيلة للتعبير وللتنفيس عما يكنه هؤلاء وهذه أشياء فيها دراسات واضحة، وأثبتت فعلاً أنه يتم استغلال هذه الوسيلة بشكل واسع جداً في تجنيد الشباب ومتى ما اجتمعت جميع العوامل في هذا الشاب اصبح مهيأ بسبب ضعف الانتماء والمحبة وحتى العوامل التي تؤدي إلى حصانته لن تحقق أهدافها مقابل إعلام ممنهج ومؤثر واحترافي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى يتم فيه استخدام كافة الوسائل والوسائط التي فعلاً تؤدي إلى توريطه وتحريضه وإثارته على مجتمعه وولاة أمره ليصبحوا في سبيل تنفيذ جريمتهم والوصول لأهدافهم من حقهم استخدام أي وسيلة بل وأن من أسس قواعدهم أن مواجهة الأقربين ومجتمعهم أوجب من مواجهة العدو البعيد بناء على قاعدتهم الوهمية بأن الكافر المرتد أوجب من الكافر الأصلي وان العدو الأقرب أوجب من العدو الأبعد وتحشو هذه الأفكار الشيطانية في عقول الشباب وبعدها يصبح الشاب أشبه بالقنبلة الموقوتة ويصبح خطراً على أهل بيته وأقاربه، لافتاً إلى أن الإرهابي قبل أن يصل إلى هذه المرحلة الخطيرة يمر بعدة مراحل وفق أساليب يخطط لها حتى يصبح عضواً في التنظيم لمواجهة مجتمعه ومضحياً بنفسه بواسطة تفجير نفسه وذلك بحجة الجهاد. البرامج الشبابية.. ضعيفة ويشير الدكتور حسان الحقباني مدير برنامج مهارات الحياة وسوق العمل في شركة "تطوير" للخدمات التعليمية "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، أن بداية التحولات الفكرية لدى الشباب تكمن في ضعف البرامج الموجه للشباب وتحديداً البرامج الشبابية الجادة التي يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم وخاصة فئة الذكور إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سن 15 وحتى 25 سنة تعتبر من اهم المراحل العمرية التي تتكون فيها الشخصية والتي ينمو فيها الشعور العاطفي والانفعالي وإذا لم يفرغ الشاب طاقته بطريقة إيجابية تنفعه وتنفع وطنه فستعود عليه وعلى وطنه بالخسارة. وان الشاب لا يصبح إرهابياً بالصدفة وإنما هناك عوامل عدة تساعد على خلق هذا الشعور الدموي فيه مثل الأسرة الحاضنة بالبيت ومحيطه من أصدقاء وأقرانه والأماكن التي تستهويه والمخيمات والتي يذهب إليها في الصغر ولا نعلم محتوى ما تقدمه وعندما يصل إلى مرحلة المراهقة يدخل المواقع الإليكترونية مع ضعف شديد في البرامج الدينية المعتدلة والتي تغذي فكر الشباب وتحصنهم فتجعله عرضة لأن يكون سهل الاختطاف والانقياد خلف الجماعات المشبوهة ومن ثم يبدأ التحول الفكري إلى أن جميع الجماليات في مجتمعه سلبية وخاطئة وقد يصل إلى مرحلة تكفير العلماء والقادة السياسيين في المجتمع ومن ثم يتحول إلى أداة في أيدي الجماعات الإرهابية في مقابل أحلام الشهادة والجنة والحور العين والأمور العاطفية التي تغذي فكر الشباب. ووضح مواصفات الشاب والذي اسماه (بالفريسة) الذي تبحث عنه المنظمات الإرهابية والذي يجب أن يكون صغيرًا في السن وأعمارهم من سن 15 وحتى ال 20 عاماً وفي هذا العمر يكون خالياً من التجارب قليل المعرفة والخبرة الدينية لمقاصد الدين الحقيقية بمعني انه جاهل وإشباع غرائزه بأحلام حور العين والجنة. ولفت د.الحقباني إلى أننا نخطو خطوات تجاه هذه البرامج ولكنها خطوات غير جادة ونحن نحتاج فعلياً ابتكار برامج حاضنة لهؤلاء الشباب تخدم الصالح العام الوطني وأفضل من أن نعمل بنظام رجل الإطفاء ونلقي التهم جزافاً تارة على المدرسة وتارة على الأسرة والمنهج وتارة على ضعف الأمن مؤكداً أن البرامج هي الحل أو توفير بدائل جاهزة تحفظ للشباب الاستفادة من طاقاتهم وممارسة هواياتهم بشكل إيجابي وعلمي ليخدم مهاراتهم ويجهزهم لسوق العمل. وقال متأسفاً: إننا للأسف الشديد متأخرون كثيرًا عن العالم الأول في هذا الجانب ومن وجهة نظري كمتخصص في برامج الشباب ومتخرج من جامعة أمنية أرى أمامي المشهد في أن تحول الشباب إلى إرهابيين نتيجة عدم توفر البدائل للبرامج الجاهزة للشباب التي تحتضنهم وتستهويهم وتجذبهم ولذلك ينحرفون في هذا المجال ويتجهون إلى مواقع الإنترنت المشبوه ومن ثم يتم اختطافهم فكرياً والترويج لهذه الأفكار ثم ينتقلوا إلى مرحلة النهاية المؤلمة القتل والتفجير لافتاً إلى أن نوعية البرامج التي يحتاجها الشباب تمثل في محتواها ما نسبته 70 في المئة ترفيهي، و20 في المئة ثقافي و10 في المئة أنشطة اجتماعية وتعليمية والبرامج متوفرة في جميع دول العالم وبإمكاننا استنساخها بما يناسبنا أو ابتكار ما هو أفضل ولكن المهم أن يكون هناك عمل جاد تجاه هذه البرامج لافتا إلى أن المسؤولية تجاه هذه البرامج هي مشاركة جماعية أهمها وزارة التعليم في المحتوى والمنهج والداخلية ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الإسلامية في إعداد محتوى علمي وديني يبين القيم السامية للإسلام والتي حث عليها الإسلام وليس القيم المعادية الإنسانية فالرسول عليه السلام ذكر (إنما اوتيت لإتمام مكارم أخلاق) بمعني الهدف الرئيسي هو الأخلاق والقيم الإسلامية وليس القيم المنحرفة التفجير والتكفير وأرى أن الدور الأكبر في هذا الموضوع يقع على عاتق الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي يجب أن يكون لها دور بارز في استقطاب مستثمرين محليين وأجانب لابتكار هذه البرامج فالمملكة - ولله الحمد - تتمتع ببيئات جغرافية رائعة ومتنوعة ويمكن ابتكار عشرات المخيمات في هذه البيئات المتنوعة لاحتضان الشباب والحقيقة انه يجب أن يكون هناك عمل وطني جاد تقوده بمشاركة وزارة التعليم والشؤون الإسلامية والرئاسة العامة لرعاية الشباب. تجديد الخطاب ولفت الدكتور احمد القاضي المستشار التربوي والحقوقي، إلى أن فكر الشباب يستقي من منابع غير موثوق بها للأسف وان المناهج أحد هذا المنابع وهي الموروث العلمي والذي يشبه الموروث الشعبي والذي يفترض ان يتجدد وجميع الدول تأخذ على عاتقها تحديث المناهج أسوة بالمنهج الطبي بما يتلاءم مع المستجدات ويفترض أن نخاطب الشاب والطفل بأسلوب يتناسب ويرتقي مع فكر العصر والذي يجب أن يتغير مع متغيرات العصر السريعة بعيداً عن الحشو والتدقيق بمفردات الكلام ولذلك يجب أن نأخذ على محمل الجد أهمية التغير. وأشار القاضي إلى أن الفكر الضال والمنحرف يستقي أفكاره من منابع ظلامية وشبابنا يفتقدون لتفجير طاقاتهم البدنية والمجالات أمامهم مغلقة فأبواب المسرح والسينما والمول مغلقة في وجوههم فماذا يفعل الشباب الذي يبحث عن الترفيه وعلى سبيل المثال سكان الرياض حوالى 9 ملايين ولا يوجد فيها سوى أربعة أندية رياضية وهذا امر غير منطقي على اعتبار أن بلادنا لا تنقصها المساحات ولا الإمكانات ورعاية الشباب جهة كبيرة وشاملة وعامة جهودها كبيرة ولكن للأسف تنصب على فرق معينة والمفترض أن تكون لها اليد الطولى والقوية في مراكز الأحياء وان يكون في كل حي منارة للمواهب وللفن التشكيلي والمسرحي هذا اذا اردنا فعلا ان نحتوى الشباب وفراغهم أما أن نغلق أمامهم الأبواب ولا يصبح أمامهم سوى الذهاب إلى الفكر الضال أو للتفحيط أو بعض السلوكيات البغيضة والمهلكة. وأضاف إننا نعيش حالياً الصحوة وما مضى كان هو الغفوة مؤكدا على أهمية الاعتناء بالشباب فهم عماد الأمة ومستقبلها واذا استطعنا احتواءهم بالقدر الذي يتناسب مع تفكيرهم وطموحاتهم ومع ما هو متوفر في دول أخرى اقل منا في الإمكانات فإننا بذلك نفتل وقت الفراغ والضياع من حياتهم ولا نجعلهم يستقوا المعلومة من التنظيم المتطرف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي فأنني أتصور إنه يجب أن نتحمل المسؤولية وعلينا أمانة كبيرة تجاه ما يحدث لأبنائنا بأهمية التخطيط السليم لمستقبلهم وضرورة تجفيف جميع المنابع التي يتسلل منها هذا الفكر الضال. ولفت إلى أن عبارة "تحت إشراف" مدونة على كل المشاريع التي تقدم نشاطاً للشباب ومدوناً عليها عبارة تحت إشراف رعاية الشباب ووزارة الشؤون الإسلامية ونحن لا ندرى حقيقة وصدق هذا الإشراف وهل هناك متابعة حقيقية من قبل الجهات من عدمه وهناك رحلات دعوية إسلامية لا نعرف مضمونها وحلقات لا ندرى ماذا يدار فيها ومدارس لا نعرف تصنيفها ومن يدرسون فيها وأبناؤنا عقولهم رطبة قد تنساق وراء كل شيء مقترحاً دمج مدارس تحفيظ القرآن مع مدارس التعليم العام وجميعها تتبع الدولة ومن المفترض أن تكون هناك تغييرات جذرية نستطيع أن نضمن من خلالها جيلاً واعياً ومدركاً لا ينخرط في أمور تضر بوطنه ومجتمعه ونفسه والوعي مطلوب لافتاً إلى أننا لمسنا جمرات مؤلمة من ضحايا الفكر الضار والتطرف. وطالب د.القاضي بإنشاء هيئة عليا تعني بهموم الشباب وجذبهم ودراسة تطلعاتهم ودراسة اسباب ما جعل أبناءنا أداة في أيادي التنظيمات الإرهابية وذلك بمشاركة خبراء وتربويين اسلاميين واقتصاديين ورياضيين وان تكون لها صلة تنفيذية تفرض رأيه على القطاعات المعنية وتهيئ السبل لاحتواء الشباب وتكون البداية الفكر السليم في الجسم السليم فالمنظمات الإرهابية تقوم بتوظيف اصحاب الخبرات الذين تكون مهمتهم مراقبة الشباب بدقة تامة للوصول الى عقولهم ووجدوا الشباب يقضون معظم وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل المواقع المسمومة بحيث يحلل له المحرم ويسهل طريقه واصبح سهماً قاتلاً في ظهر الوطن. التحولات الفكرية تبدأ من البيت وتأسف المحلل الاستراتيجي انور عشقي رئيس المركز الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية ان ابناءنا هم وقود الإرهاب وأن التحولات الفكرية تبدأ من البيت والذي تكون مواصفاته انه بيت مضطرب وممزق وقلق وتكثر فيها المنازعات وتغيب عنه الرقابة وتتهيأ جميع هذه الظروف وتنجب لنا ارهابيا كان يعيش بيننا بالأمس واليوم هو يقاتل في مواقع الصراعات ويتعلم فنون القتال ليحارب ويغدر بوطنه. واشار الى خطر البلايستيشن والتى تحتوى الكثير من ألعابها على القتال والتدمير وبعض الشباب يتمني ان يقوم بهذا الدور في الحياة في ظل عدم وجود ضوابط على ما تعرضه اشرطة اللعبة التى يدمن عليها شبابنا لافت الى ان بعض الألعاب تصور مناطق في المملكة وكيفية القتال في شوارعها وبعضها تصور اشهر الشوارع في مدينة جدة وكيفية القتال فيها وهذا تعطي الشباب روح الانتماء لذلك الفعل الدموي وبات الأطفال يحبون اللعب بألعاب الرشاشات ليتحول المشهد من الشاشات التلفزيونية الى ارض الواقع مؤكداً على ان هذا الوضع لا يمكن إيقافه الا بمواجهته بفكر اقوى فالتنظيمات تصور للشباب النهاية لحياتهم بالحلم الوردي وأن الحور العين تنتظرهم عند باب الجنة فلماذا لا نوضح لشبابنا ان الحور العين ليسوا للعملية الجنسية وإنما للعملية المعنوية وذكر ذلك بعض المفسرين لذلك لابد من وجود مفكرين يناقشون أسباب انجراف ابنائنا وراء الفكر المتطرف حتى يعرفوا كيف يضلل ابناؤنا ومعه سنستطيع الوصول لخطة للقضاء على محاولات داعش.

مشاركة :