درب الفيل هو درب من اليمن حتى مكة، وهو الطريق الأقصر من اليمن إلى الشام في المنطقة الأصعب تضاريسَ، وهو ما يسمى تاريخيا طريق تجارة الشتاء والصيف، وقصة الفيل قصة خالدة في التراث الإسلامي، وفيها نزلت سورة كاملة من القرآن المجيد.فالفيل هو سلاح أبرهة الأشرم هادم الكعبة الشريفة، أو من أراد ذلك فأخزاه الله، ومحمود كما جاء بالأثر هو قائد الفيلة، وهو الفيل الأكبر، الذي انشق بأمر من الله عن جيش أبرهة، فحرن في بطن عرنة، ولم يتقدم شبرا واحدا، حتى إذا وجه عكس الاتجاه نهض وعاد، كبير الفيلة هذا هو صديقنا، لا يحق أن نعده من ضمن أفراد القوم الظالمين، ومن حسن الحظ أن طريق الفيل محفوظ حتى يومنا هذا، والأبرز منه هو شرق محافظة العقيق بمنطقة الباحة، وفي الأسبوع الماضي نظم المركز الإعلامي بمنطقة الباحة رحلة رائعة للإعلاميين لزيارة الأماكن الأبرز في هذا الدرب الأثري بالغ الأهمية، وكان انطباع الإعلاميين يجمع بين الدهشة من بقاء هذا الأثر على طبيعته مرصوفا وبارزا، ظاهرا أحيانا، ومندثرا أحيانا، ثم الاستغراب من عدم اهتمام وزارة السياحة بهذا الطريق المهم.أعتقد أنه قد حان الوقت أن يهتم بهذا الدرب، خاصة بعد تركيز الرؤية الجديدة على التنقيب عن آثار السعودية، وإبرازها للعالم، ولعل شتاء طنطورة أحد الشواهد على ذلك، ونية السعودية على إنشاء متاحف وطنية تضاف لها آثار السعودية الزاخرة، كونها مركز حضارات العالم، وما نريد أن نثبته بأننا المكان الأول للإنسان الأول.درب الفيل يحتاج لعناية وزارة السياحة عاجلا، وتسجيله كأثر عالمي في منظمة اليونيسكو، وأعتقد أن ممثلي السياحة بمنطقة الباحة يجب أن يبذلوا الجهود الأولى في هذا السياق، وأن يعتمد أبرز مكان في هذا المسار ليصبح مزارا سياحيا أثريا، ومعلما من معالم السعودية.
مشاركة :