اشتهر بهذا المسمى نظرا لمرور أبرهة الحبشي وجيشه وفيله عبره، راغبا هدم الكعبة المشرفة، وذلك قبل البعثة المحمدية، واندحر أبرهة وهُلك جيشه بأحجار مسومة ترميها طيور أبابيل. هذا الطريق ما زال مرصوفا بالأحجار، رغم مضي أكثر من ألف وأربعمئة عام، وهو في الأساس طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وما تستقبله موانئ بحر العرب من بضائع، لينقلها التجار بواسطة القوافل إلى مكة المكرمة، وصولا إلى بلاد الشام وتفرعا إلى الأحساء ثم العراق، لتجارة البخور والعطور والتوابل والأقمشة وغيرها. هذا الطريق موغل في القدم وجدده أسعد الكامل أحد ملوك اليمن لتسهيل التجارة، ومن مزايا الطريق وجود آبار مطويات تم حفرها على مسافات معينة، وغرف من الأحجار البازلتية كمحطات تقف عندها القوافل وقت الاستراحة، قبيل أيام وقف الوفد الإعلامي على الطريق، لمشاهدة تلك الأحجار البازلتية المستديرة، التي رضمت بشكل أفقي، ليسهل سير القوافل من على سطحها، كما وضعت أحجار اعتراضية لتمرير مياه الأمطار دون جرفها مع حماية الطريق من الجانبين بالجص، ويزيد أهمية درب الفيل الكثير من الرسوم والنقوش والكتابات بالخط الثمودي القديم. اشتهر هذا المسار التجاري بطريق الفيل، نسبة إلى الفيل الذي جاء به القائد الحبشي أبرهة بهدف إخافة العرب، إلا أن طغيانه ومكابرته أدت إلى هلاكه. بقي الطريق المرصوف بالأحجار البازلتية يظهر في بعض المواقع ويغيب في مواقع أخرى بفعل الزمن الطويل، وما زالت آثاره واضحة تماما في مركز جرب شرق عقيق غامد، ويزوره بعض الباحثين والمهتمين بالتاريخ القديم، عرب وأجانب، لما يمثله من قيمة تاريخية فإن الطريق بوضعه الراهن يحتاج إلى التفاتة من وزارتي الثقافة والسياحة، بإنشاء مكتب سياحي، ليقوم المرشدون بتقديم معلومات دقيقة للزوار، والتوضيح على ما كان عليه الطريق، في أزمنة غابرة، وضرورة إحاطته بسياج، حماية له من التخريب، وتمهيد الطريق الذي لا يزيد عن كيلين، ليسهل الوصول إليه دون عناء المشي فوق الصخور البركانية. طريق الفيل يحتاج إلى التفاتة من الجهات المعنية حفاظا على كنز أثري وتاريخي.
مشاركة :