وغابت شمس الصباح وترجل الفارس وثقلت القلوب وفجع الشعب الكويتي برحيل أميره صباح الأحمد الصباح لم تكن الفاجعة للكويت خاصة ، وإنما للوطن العربي والإسلامي ، فهو أمير الإنسانية الذي نال اللقب عن استحقاق من الأمم المتحدة عام 2014 تقديرا لجهوده العظيمة محليا ً و دوليا ، يد الخير والمساعدة ممدودة دوما من الكويت لكل دولة متضررة أو منكوبة، وبالأخص الدول العربية والإسلامية ، يعامل شعبه بطريقة أبوية خاصة يحرص على كل فرد على أرض وطنه سواء كان مواطن أو وافد ،و بالأمس القريب لمسنا كيف كرّس إمكانيات الدولة للتصدي لجائحة الكورونا ، فحين عم العالم الخوف والهلع من هذا الوباء، ظهر يطمئن شعبه ويأمر بفتح العلاج المجاني للجميع ، وتوزيع المواد الغذائية حين توقف الكثير عن العمل ، وتوقيف الأقساط عن الجميع وعاهدنا على أن يتم إرجاع جميع المواطنين إلى ارض الوطن ، وقد وفي بعهده . أمضى أربعة عقود وزيرا للخارجية ، فتولى الحكم متشربا للسياسة ، وقد عرف بحنكته وحكمته ومبادئه الثابته التي لا تتأثر بمواقف طارئة،امتدت مساعيه الحثيثة للصلح منذ القدم فقد كانت حاضرة في الحرب العراقية الإيرانية،وفي الحرب اليمنية الأهلية ، وآخرها في الأزمة الخليجية فقيد الأمة العربية والإسلامية حصل على احترام ومحبة الجميع محليا ودوليا ،لم تكن مساعيه للصلح فقط لرأب صدع البيت الخليجي والذي حاول مرارا إصلاحها . حزن الشعب الكويتي وتوشحت الكويت بالسواد ، وقلّما تجد شعبا يحب حاكمه حب صادق عميق بهذا الحجم ، للشعب الكويتي خصوصيته (المزعجة) ، فهو شعب نشأ على التعبير عن رأيه و تشرّب الديمقراطية ، فنجد في الإعلام الرسمي والغير رسمي النقد دائم ومستمر للحكومة وأدائها ، ،الاسقاطات كثيرة والإعتراضات أكثر ، وهو مايوحي للجاهل بسيكولوجية هذا الشعب أنه يرفض حكومته ، وهو العكس تماما فهم يرون أنّ من صميم المواطنة إبداء الرأي ، يعترضون وفي ذات الوقت يلتحمون داخليا حول سدة الحكم ، يلتفون حول أميرهم ويحبونه أشد الحب ،ويدينون له بالحب والوفاء سيرحل ملوك الأرض ويبقى الملك الدائم لله ، لكن سيخلف ورائه سيرته العطره وذكراه ومحاسنه ودعوات تلف العالم أجمع تدعوا له بالرحمه ، اللهم إنا شهودك في الأرض اللهم إنه كان بنا رحيما فارحمه اللهم إنا راضون عنه فارضى عنه وارضيه . اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وثبته عند السؤال .
مشاركة :