لماذا…؟ (1-2 )

  • 8/4/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وعدت القارئ الكريم باستكمال ما توقفنا عنده في مقالي السابق (الإفلاس الفضائي)، فحواه استضافة إحدي القنوات (تربوياً) أو هكذا أطلق على نفسه!!، أوصى: بأن التربية القويمة المعاصرة تستدعي تكريس العصيان لدى النشء لجهة آبائهم، فهذا السلوك حسب قوله من مقومات قوة الشخصية، أرد على هذا الجهبذ التربوي: هاتفني صديق بشيء من الاستياء قائلاً: أبنائي لا ينصاعون لأوامري وإن فعلوا فعلى مضض. فقلت له: ما طبيعة هذه الأوامر؟ هل هي بصيغة توجيهات أم أوامر وحسب؟.. فرد وبتعجب ما الفرق؟ فأجبته أن الفرق كبير. فالأولى مقرونة بالأسباب والتبعات، أما الأخيرة ففيها ما فيها من التسلط. بالمناسبة يظن بعضهم أن نعم (منزوعة) من ملحقاتها التبريرية تضفي الهيبة والاحترام..! بل العكس صحيح. كأن تقول لابنك أو ابنتك افعل كذا ولا تفعلي كذا دون أن توضح الأسباب والمبررات، ستفقد (الأوامر) أهم مسوغات الاستجابة وهو القناعة، ومن ثم القبول والانصياع (الصحي) المبني على المعرفة بتبعات السلوك وتداعياته. من المفيد التذكير أن كلمة أوامر لم تعد مجدية ولا مقبولة، لا بل غير مواكبة لعصرنا. فأطفالنا أصبحوا أكثر حاجة لتعريفهم بما ينفعهم وما يضرهم، وتكريس لغة الحوار. فالتوجيه بمعناه الحقيقي والموضوعي يزيد من حصيلتهم الفكرية ويجعلهم أكثر دراية وخبرة. ولنقل أكثر قدرة على (القياس) للاستجابة لمختلف السلوكيات والمتغيرات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. كما ينمي لديهم الشعور بالثقة، فضلاً عن هذا وذاك يسهم هذا المنحى إلى حد كبير في بناء الشخصية وترسيخ الإحساس بالمسؤولية لدى الأبناء. فكون الأب أو الأم وجّها ابنهما بعدم فعل شيء ما مقروناً بالمبررات والأسباب، ذلك لا ريب يشكل مسؤولية وطوقاً لا يستطيع أن يبرحه.

مشاركة :